المشكلة لم تكن في قراءتي للرواية.. المشكلة أنني أعيشها بكلّ ما أوتيت من حياة، لا أعلم هل أدخل في المتن وأعيش فيه أم أحرِّره من بين دفّتيه ويعيش فيّ.. المهم أنني أعيشها بطريقةٍ ما.

أعيشها بالقدر الذي يجعلني أنكفئ على هاتفي لساعات وساعات في معزلٍ عن كل شيء عن الوقت، الناس، حياتي.. وأقرأ. وحين أعود للتعايش مع محيطي أمحور كل الأشياء من حولي وكأنني أحد شخوص الرواية وكأنها بصري الذي أبصر به ولساني الذي أتحدث به ثم يأتيني الاستفهام الإشارة الذي يوقف عجلة التّعايش "ماذا تقولين؟ لم نفهم." لأعود و أنكفئ على هاتفي لساعات وساعات في معزلٍ عن كل شيء عن الوقت، الناس، حياتي.. وأقرأ!

أتذوق علقم/ سُكّر الكلمات في فمي، تغرورق من الحزن مآقيّ تارة ويجفِّفها الفرح تارة أخرى، وفي أقصى درجات الانفعال والتفاعل أصرخ بالثناء أو بالشتم على الكاتب/ة أو بِـ"لاااااا" طويلة بطول أساي حين أكتشف أنها آخر صفحات الرواية. ليأتيني صوت أمي مثقلًا بالخوف "ما بكِ؟ ما الذي حصل؟" لا شيء يا جنتي إنني كنت أقرأ إنني كنت أعيش ووجدتني في آخر صفحات الرواية فجأة! لكنها لا تموت عند آخر صفحة حتّى. بل تحيا، تحيا فيّ وأعيشها!