كان الجنود الألمان خلال الحرب العالمية الأولى - التي هزموا فيها هزيمة نكراء وتنازلوا مرغمين عن بعض أراضي وطنهم الأم وكل مستعمراتهم ودمروا بأيديهم جل بوارج ومدمرات أسطولهم البحري وكل قوتهم الجوية وغواصاتهم التي لم يكن لها نظير في ذلك الوقت وفقا لبنود معاهدة الذل ( فرساي ) - يكتبون على نحو واضح وبفخر على أحزمة بنادقهم الجلدية عبارة (God with us) ولم يسبقهم بقرون في رفع وتداول ذلك الشعار على نطاق واسع سوى حلفائهم العثمانيين في ذات الحرب ومن قبلهم أسلافنا البدو الغزاة ، فهل كان الله حقا مع الألمان وهم يتقهقرون وينهزمون ويسرحون جيشهم المليوني ويقلصون تعداده إلى مائة ألف ويدمرون دخائرهم ومدافعهم ويدفعون مليارات الماركات تعويضا للحلفاء المنتصرين !! ، هل كان الله مع حلفائهم العثمانيين من قبل وهم يجرمون بحق شعوب كثيرة ذبحوها واسترقوها ونهبوا مقدراتها باسم الله ) الأرمن مثالا) وحالوا عامدا دون نموها وتطورها وتقدمها بعزلة تجهيلية إجبارية فرضوها عليها دامت قرونا طويلة ( العرب نموذجا ) !! ، ومع أسلافنا البدو الغزاة وهم يقتلون بعضهم بالجملة وبالآلاف في معارك إخضاع المعارضين ) مانعي الزكاة ) التي سميت زورا بحروب الردة والجمل وصفين وكربلاء والحرة وغيرها ، وكذا وهم يفتكون بجيرانهم الفرس والترك والهنود والمصريين والبربر ... الخ ، ويغنمون أموالهم ويسبون نسائهم وذراريهم وينحرفون عن المنهج الإنساني في تعاملهم الخارجي مع الغير والمنهج القويم في الحكم والإدارة في تعاملهم الداخلي !! ، لا تصدمني الإجابة الصحيحة الصادقة على السؤال الغاية في الأهمية ، لكن يفجعني الإيمان العبيط بالشعار الفارغ الزائف والترويج الثعلبي الماكر المتجدد له ، فلا يعقل أن نكون مجرمين عريقي الإجرام - بحق بعضنا وغيرنا - منهزمين عسكريا ومترسبين بالقاع ومتكلسين إنسانيا وفكريا وحضاريا منذ قرون ويكون الرب جل وعلا معنا أو قرين لنا هناك أيضا !!