مرّت سنواتٌ عديدة منذ أن طرح الشاعر والروائي الإماراتي ثاني السويدي رواية ( الديزل ) والتي أطلق عليها الرواية الصدمة،فهي واحدةٌ من أشهر الروايات في تاريخ الأدب الإماراتي حيث حقّقت انتشاراً واسعاً وذاع صيتها عربياً وتناقلتها أجيالٌ من القرّاء،هذه الرواية الفخمة المكثّفة التي لم أطّلع عليها إلا متأخراً جداً حيث فشلت في العثور عليها إلا عن طريق مواقع بيع الكتب التي لازالت تحافظ على مكتباتنا العريقة من الاندثار والضياع.
لسنا في مجال تحليل الرواية فقد تناولتها أقلام كثيرة وتحدّثت عن جمالياتها وتشويقها وتمازجها مع الحقيقة والأسطورة،فقد برع ثاني السويدي في ذلك ،إلا أن ألق وعبق هذه الرواية لا زال واضحاً في المشهد الثقافي وخاصة في عالم الرواية الإماراتية التي ضمّت العديد من الأسماء اللامعة قديماً وحديثاً غير أن هناك سحراً خاصاً حملته رواية ( الديزل ) وهي تغوص في ذاكرة المكان وتقدّم أفكاراً عبّرت عن جيلٍ بأكمله حيث التصقت الخرافة في مخيلة الكثيرين وبقي أثرها حتى قبل سنواتٍ قليلة مضت.
( الديزل ) التي جمعت الجرأة والصراحة والخيال التعبيري المبهر،علامة فارقة في تاريحنا الروائي الذي لم ينل ما يستحقه من اهتمام وتقدير عند الأقلام العربية رغم وجود كوكبةٍ لامعة من الروائيين الإماراتيين، ولك أن تتخيّل عزيزي القارئ كم عدد الأعمال الجميلة التي لم تصل إلى المتلقّي لأسباب إنتاجية وتسويقية ومصاعب النشر والتوزيع،وغياب الدراسات النقدية،إضافةً إلى طوفان الروايات الذي أغرق أسواق النشر مما أدى إلى حالة من التوهان التام بين المؤلف والجمهور.
يقول الشاعر :
تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد