بوتين وتعديل كفة المعادلة ...
رحيم الخالدي
المتابع للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وكيفية تثبيت القواعد في الخليج! رُسِمَتْ سياستها في بداية ثمانينات القرن الماضي، وآتت أُكُلَها! حيث سيطرت أمريكا على نفط الخليج كله، بل وتحكمت حتى في أسعاره !.
الإتحاد السوفياتي وسياسة البيروستروكيا، التي هدمته أمريكا على يد ميخائيل كورباشيف، حيث كان الأداة في تفككها، وهو الذي أقنع مجلس الدوما على شرط! إن لم تنجح تلك السياسة، سيقدم إستقالته! وكان له ما أراد .
سياسة اليوم ليست كالأمس، والسيد بوتين رجل صاحب مراس صعب، ومن المستحيل أن تفكك تفكيره، أو تعرف ماذا سيعمل بالمستقبل القريب، لأنه عمل بالمجال الإستخباراتي مدة طويلة، ويعرف الوسائل والكيفيات التي تعمل بها أمريكا، لهذا اليوم الولايات المتحدة الأمريكية تقف حائرة أمام الضربات الروسية، لمعاقل الإرهابيين في الأراضي السورية، مما جعلها تعيد النظر في كيفية الحفاض على ما تبقى منهم، بعيدين عن تلك الضربات الموجعة، فهل ستعترف أمريكا علناً بأنها هي من تمد الإرهابيين وتساعدهم؟ أو تبقى على صمتها؟! ولا ننسى جنديهم المطيع عراب الحرب المعلنة على سوريا والعراق، أردوغان الذي طلب مساعدة الناتو باتهامه لروسيا، بإختراق أجوائه بواسطة الطائرات الروسية، وهو يعلم علم اليقين بأنه غير مستهدف! لكنه يريد توريط الجانب الروسي بطريقة وأخرى، ولم يفلح لتجاهل الروس له! وهذا بالطبع أغاض أمريكا بطريقة مخجلة، لأنها تعمل بالخفاء شيء، وبالعلن شيئاً آخر! وبالإعلام تدين العمليات الإرهابية، وتصرح بأنها أنجزت كذا مئة طلعة جوية، بضرب داعش ولم نعرف لحد الآن، كم هي خسائر تلك الجماعات، التي ضربتها الطائرات المسماة بالتحالف الدولي .
وإن كان التدخل الروسي جاء متأخراً، لكنه حقق أهداف على الأرض، والبرهان هو هروب كثير من المقاتلين والرجوع الى تركيا، ومن هناك الى بلدانهم، عبر حلق اللحى والشعور المسدلة المشابهة لشعر النساء، والتي عُثِرَ عليها في الأماكن التي تم تحريرها من قبل القوات السورية، في كثير من المناطق المحررة .
روسيا إستعملت آخر تكنلوجيا السلاح الدقيق في الضربات الجوية والارضية، والتهديد من قبل روسيا بأن لو تم إطلاق صاروخ حراري على طائراتها، ستقوم بالرد على تلك الدولة المستوردة لذلك السلاح بضربات صاروخية بعيدة المدى، وهذا أخاف ملوك الخليج وتركيا، لانهم هم من يمول تلك الجماعات المسلحة، وقد كشف مؤخرا تلك الدول المتعاونة في إمداد الإرهابيين بالسلاح والعتاد، وهو يملك كل الأدلة وقد صرح بأنه سيكشفها للعالم أجمع .
فرصة ثمينة قد لا تتكرر، وعلى الجانب العراقي إستغلالها، وهي أيضاً خدمة مجانية بدون مال، يمكن للحكومة العراقية تجييرها لصالحها، بطلب لروسيا يقدم من الدولة لتقوم روسيا بمساعدتنا، بضرب الارهابيين في داخل الحدود العراقية، وهي تعرف تلك الجماعات وتحركاتهم وتمويلهم، من خلال الصور الجوية والأقمار الصناعية، فهل ستستغل حكومتنا الموقرة وتتقدم خطوة واحدة بذلك الطلب! نرجو ذلك في الأيام القادمة ،ولندع أمريكا وإتفاقيتها التي لم تلتزم بها، وهي حجة عليهم .