رغم المحاولات المضنية من أصحابها في إنشائها ومع صلابة مكوناتها وزيادة الكيل في الإنفاق عليها والنية الخالصة في إنتشارها ، والذين تخيلوا أنها ستبقي أمدا بعيدا خالدة ، للسيطرة وقيادة المجتمعات وأفرادها وتنفيذ من يريدونه هؤلاء من أجندات وأهواء خاصة أبدا لن تكون إلا حاضرة في مصلحتهم فقط دون غيرهم ، المشي جنب هذه الجدران أو القفز عليها أو التحدي ومحاولة السكن بداخلها بمثابة هدف وغاية للبخيلون والدروايش والمنتفعين والمنافقين والمستغلين ، فالفساد يري بالعين المجردة ولكن بسبب تعاظم الخوف وأثره وتوغله واشتداده تتغاضي النفوس عن الواقع المرير - صم - بكم - عمي - صفات تحلي بها الأغلبية من أجل راع فاسد ومن حوله حاشية فاسدة وإعلام فاسد ورجال أعمال فاسدون ولصوص ماهرون في صنع الفساد ، سحر الكرسي لا يقاوم ، طمع وجشع وطائع للخارج في سبيل التثبيت وفرش الأرض بالمهاترات والإفتراءات ، ما فائدة جدران تعيش داخلها قد تحميك من العواصف والأتربة في حين لا تجد طعام ولا شراب ، عاش الإنسان لأخذ حقه في الثروات وإذ به حتي الفتافيت يحارب من أجلها وقد لا يكرمه الحظ ويدركها ، بعض الأشخاص الغير محتاجون يضعون أيديهم مع أيادي أصحاب الجدران خوفا وطمعا في الزيادة وينصحون الفقراء بالصبر والحب والرضا بسرقة الأوطان وبعد عقدين أو ثلاثة ممكن يتحقق الحلم وينالوا حظا سعيدا ، الشرارة عندما تبدأ لحظة الزحف لا بد أن تتسابقوا في الخطوات فهي فرصتكم الأخيرة ، فالأسد فقد قوته وأصبح مريضا يتقلب ذات اليمين وذات الشمال ، أكل وتلذذ بكم كثيرا وكنتم فريساته الوديعة المسالمة لسنيين ، في بناء إمبراطورية الخوف الخاصة به فوق جثث الأبرياء وأنين وتوجعات ومعاناة الآخرين ، لا أحد يحب هذا البلد كل من يجلس يعتبر نفسه الوريث الشرعي للأبد هو وأبنائه ، جمهورية تحت مظلة ملكية ، أطفال الشوارع نائمون في العراء وإذ بسخرية القدر يحاول ويلح الطاغي إلا أن يستصحبهم للقصر ، لكي يخفف عنهم من وطأة الحياة ومتاعبها ولكن ليس إلا فقط في الأحلام الوردية ، التنعيم ليس متاحا إلا للفاسقين والمتملقين ، سحقا لمن أيد الظلم وإستمات وحارب من أجل من لا يستحق ، أهذا هو العدل أن قلة تعيش في الرغد والرفاهية الموحشة وغيرهم حول صناديق القمامة متجمعون ، إلي من ينادون بأن البلاد سوف ترجع للخلف أقول له ومن يضمن لك أن تسير للأمام ، فالموت علي ظهر الحياة أصبح واقعا لا مفر منه للأغلبية ، فذلك هو الوهم بعينه الذي عايشوكم فيه وروعوهم وأرهبوكم وتمادوا في تعذيبكم ، لا تظن طالما انك تعيش وتقدر علي مواجهة الأزمات أن الآخرين يقدرون كيف وهم محرمون من سقف يأويهم ومن لقيمات يقمن ظهورهم وشربة ماء تعطيهم الحياة ، عظامهم وهانت وإشتد توجعاتها ولا حياة لمن يستغيث ، لو استكفت العصابة لتغير الوضع قليلا ولكن هذا دستور عمل اجعل الجميع يبحث عن العيش واترك الحرية والكرامة والعدالة ندهسها تحت أرجلنا نحن أصحاب الجدران والمستعليين والمستكبرين ، تغييب مستمر إلي متي ، رجولة ضاعت خلف القضبان ، الرهان علي الجيل الجديد الآت من رحم العذاب يحلم بالتغيير ورد الحقوق لأصحابها ، ومعرفة العدو من الصديق ، نفاق فاق الحدود ، مياة بكت من التفريط ، وجزر راحت في الوباء ، وتنمية لقلة فاسدة وتمهيد الطرق فقط للأغنياء واللصوص وسكن فقط للقادرين ، أما المهمشين والبسطاء الخلاء مصيرهم وتحت التراب نائمون ، أما أنت فكن علي يقين أنك علي الخريطة مبعد ، عن الحسابات مفلس ، من يكتم الأصوات الحقة يخاف من وصولها وتحليقها بالأفكار البنائة والرؤي الهادفة ، أهي القوة الحديدة تحكم غصبا واقتدارا ! أهم الأسياد ونحن العبيد ! لا والف من كلمات الرفض والذل والهوان والتنكيل والتشريد وفقدان العقول تارة بالتخلف وتارة بالتغييب الممنهج وتارة بالجنون ، كرامتكم في أيديكم فلا تسلموها لعدو سافر علي قومه قاتل لأحلامهم ، وعلي أقوات يومهم سارق ، وفي الرفاهية الكاذبة مبذر ، إنهم مأجورين علي كلام الغرب مطيعون ، أصحاب المؤامرات والخطط الشيطانية في التمكين ، حب الأوطان بقي من آخر الأوليات ، لا حاربت عدو ولا ردعته إلا بالحب والأحضان قابلتة وبالإتفاقيات جلستم وعند الضرورة ووقوع الخطر طلبت مساندته والوقوف بجانب الظلم والإستبداد اللذان يلصقان بهاماتك فقط لا غير ، قد تنجحون لفترة ولكن ليس لطول العمر ، التاريخ نادي بالحرية وأعطي الدروس في ثبات وصبر الشعوب علي البلاء والإبتلاء ومن ثم الحساب ، سقطت جدران الخوف وأصبح تحت الأقدام ، لا تجعلوا له غفوة هذا الآثم ويارب ندعو آية وعبرة ، إذا كنتم تخافون علي البلاد فجنبوا الفتن وتخلصوا من الثعبان الأكبر وأعوانه ، يتملكه الخوف والرعب ويسعي في البلاد يطلب معين ، ضغطكم سبيل نجاحكم ، سنن الحياة تتغير ، حطموا جدران الخوف التي إبتلعتكم ، حرروا أنفسكم من العبودية التي ألبسوكم إياهم مع خلع ملابسهم بلا رجعة ، أنيروا طريق الحق لكم ولغيركم ، أحبوا الحياة ومن جعلها سواد في سواد ، اعلوا بصياتحكم تهد مضاجع الخائنين ، فشل علي جميع المستويات حتي الأمن لم يسلم منه العباد ، فالإرهاب يحصد المئات ، وخطط مواجهته ليست بالدعاء والحزن علي الأموات ، يا شرا مكانا غادر الفكر والعقول وانبري بين الجبال والدروب والصحراء ، تطرف أعمي في سبيل الخلاص ، يا نفسي عودي فقد قهرك العميل وتسابق في التكدير ، ماشي في صنع الجحيم والقاء كل الأفواه بداخله حتي يترعب الخارجون ، اسفل القوم واحطهم ينصحون وعلي الحبال يرقصون في سبيل الطاغوت بقينا إخوانا ، يا من تحاول القضاء علي عزيمة الرجال وأمل الأجيال عد خاسئا جبانا ، لا تزرعوا الأرض والخير يحصده اللصوص في جيوبهم ، قاتلوا علي مجهوداتكم ، شرف الدفاع خير من القعود مع الخوالف بمكان ، زلزلوا عروش المستبدين في كل الأركان ، انتم لستم أقل من جيرانكم في نيل الحرية وارتفاع سقف الأمنيات والسير علي الدرب في التنمية والبناء واحترام الآراء ، لا يصح إلا الصحيح المفروض ان تكون ضربة البداية والمثل منا وليس من المعقول أن نكون في ذيل القائمة ، النصر يحتاج ارادة وعزيمة واصرار وانتم أهل لها ان شاء الله والله الموفق وعلي الغادرين تدور الدوائر والحلم والامل مع صيحة الضمير وتحطيم جدران الخوف فوق رؤوس من أنشأوها ، والمساعدين لهم في تمكينها بالأحذية علي خدودهم ، ولقاءنا بعد ازاحة الغمة وتصحيح مسار الأخلاق واعلاء قيم وحقوق الإنسان بإذن الله وتوفيقه ...........