تمضي الايام مرارا و يبقى التاريخ وصما على جبين هذه الامة ، ان حادثة وفاة الرضع في وادي سوف ستبقى وصمة عار على الطب الجزائري ، و ان كانت تثبت شيئا ، فانها ما تزيدنا الا ترسيخا لفكرة اسبتعاد الجنوب الجزائري من الخطة التنموية و الترقوية في زمن العصابة ، و ان الواقع الصحي في الجنوب هش هشاشة المسؤولين عنه .
تخيل معي منظر رضع في موت جماعي ، لا اريد ان اصف طريقة موتهم وصفا دقيقا حتى لا نزداد حنقا على حنق ، ما كان شعورنا سيكون لو كان احد هؤلاء الرضع ابنا لنا ؟
الى متى ننتظر حتى يقال المسوؤلون ؟ الى ان تقع الكارثة ؟ و لا مليون اقالة تساوي روحا طاهرة ازهقت غدرا ، لقد كشفت الحادثة عورات النظام الهش الذي سوف ينقض على ابناء الشعب وحدهم ، اذا لم يتم اقامته في وقت قريب ، و اجراء اصلاحات و تغييرات جذرية في المنظومة و احلال كل ذي كفاءة محله .
الجميع يتحمل مسؤولية هذه الكارثة ، حكومة و مسؤولي قطاع الصحة و الاطباء و الطاقم الطبي جميعه ، و حتى الشعب الساكت عن التجاوزت الحاصلة يوميا .
من يعيد لنا قتلى التقصير ؟ كل هذا الكلام و الشكاوى لا تساوي دمعة اب اهرقت حزنا على فلذة كبده التي ضاعت من دون حق ، في بلد حتى الرضع لا ينجون فيه من تقصير الفاسدين ، نتمنى ان تكون الحادثة عبرة كي تبدأ الجهات المعنية في تصفية كل من له يد في اللعب بارواح ابناء وطننا و للحديص بقية ان شاء الله ...