يابُني
"يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)"
أي بُني إنك تعبد ربًا لا تختلط عليه الأصوات ولايعجزه صنوف اللغات تطوف الالآف بالحرم وتتعلق بأستار الكعبة، ويُلبي الله الحاجات،
وأنت ترى تأخر حاجاتك وقلبك في وجل
وهو عين العلم من الله فلو أتتك حاجتك الآن لكن فيها هلاكك وعطبك...
وإنك إن أدركت أن الله وحده هو من يخفض ويرفع ويعطي ويمنع وأن مطلبك مهما كان بعيداً وصعب المنال سيأتك به القوي على ضعفك، ومهما كانت قوة الخلق لن يستطيعوا منع ماكتبه الله لك؛ ففوض أمرك إلى الله، فإن الذي جاء بتلك الذَرة الصغيرة سيأتك بحاجتك وفقاً لعلمه ومراده هو لا مرادك أنت، فاستعن بالعليم وأدرك جهلك أمام علمه
وضعفك أمام قوته، ونقص حيلتك أمام تدبيره، وعجزك أمام قدرته، وأستعن بكماله على نقصك، وذلك بعزته، وفقرك بغناه
وذنبك بمغفرته، ويأسك بروحِه، وكربك بفرجه..
واجعل في كل دعوة ترفعها يقينك بقوله " يَأْتِ بِهَا اللَّهُ" كشعار، وانتظارك الفرج هو نعم الدِثار