لا يستطيع أحدا أن يتنبيء بما سوف تؤول إليه الأمور ، فالسيناريوهات كثيرة ومعروفة للجميع ، ولكن كيفية إخراج السناريو الحقيقي بصورته النهائية محل دراسة ، وهل سيسعد الملاييين أم يصيبهم بالصدمة ، فأحيانا تتسارع الأحداث ويحمي وطيسها ، وأحيانا آخري تهدأ قليلا ، ويتساءل الكثيرون أهو الهدوء الذي يسبق العاصفة ، ولكن بما لا يدع مجالا للشك التغيير قادم لا محالة ، وأملنا وصبرنا لن يضيع هباءا منثورا ، فالدائرة إنفتحت ومهما صار فلن تغلق مرة ثانية ، سلاح الخوف والذل والتهديد ذهب وانكسر بلا رجعة ، كل الشواهد والطرق تؤدي إلي عكة ، تتجمع أوراق اللعبة يوميا في حين يحاول البعض بعثرتها ولو لساعات ، النظام في ورطة ومن يقول غير ذلك لا يعي بما يدار ، صناع القرار يطبخون علي نار هادئة ، لا تستهينوا بالزلزال الذي سوف تشهده المنطقة ، والموائمات الدولية والترتيبات الخاصة ، المصالح متداخلة ومتشعبة ، مع أن المفروض أن من يريده الشعب يسود فوق أي أمر آخر ومن ثم يكتسب قوة وشرعية تقف في وجة أي رياح عاتية داخلية أو خارجية ، سقطت الأقنعة وإنتبه الأغلبية وإنكشف عري ما يصدرونه من أوهام للبسطاء ، من جلس وتكبر وتفاخر واستعلي وباع وفرط وخدع وطن أن الخلود مصيره ، ها هو يتقلب علي نار ورعب وخوف يتملكه من رأسه لقدميه ، شرب من نفس الكأس الذي أذاقه لشعبه رغما عنهم ، أين التهديد والوعيد لشعب أعزل إن تحرك أو ثار أو نطق ، فقد تعلمنا الدرس وأتقناه ، خاب وخسر من أيد الجبروت ولسه متمادي في التأييد والتغييب والتشكيك ، المشكلة لا أشخاص بقدر ما هي إحساس بالآخر والحزن لما يعانيه وتقييد الآخرين لمجرد تفكير اللسان في الصيحة بالحق والحرية والكرامة والعدالة ، وكره غطاء العبودية الذي طال الجميع الشريك والمسؤوول قبل المحكومين العاديين ، البعض ذهب إلي أن السبب هو الجهل الذي أصاب الأمة وخطأ التفكير وصدق النوايا وإختلاط الحابل بالنابل ، وعدم التمييز بين الصادق والكاذب ، ولكن في رأيي المتواضع أن هذا النظام النامق هو من أوجد هذه المعادلة لعقود طويلة وسعي إلي تثبيتها والعمل علي تقويتها ، لكي تغوص العقول والقلوب في آبار من الجهل والتخلف والجنون ولا تقوم لهم قائمة ، ولا تعي أو تدرك بما يخطط لها ويحاك لها بعيدا عن العيون ، انطلقوا كالبركان متحدين الصفوف محملين بأفكار واحدة وغايات واحدة ، بعيدا عن الآراء والأيدولوجيات والمصالح الخاصة ، أنجزوا بما ينتظركم وسقوط جدران الطغاة أولا ومن ثم نتحدث ونتعاون ونتفق علي ما هو أصح بالإتباع وخارطة الطريق الصالحة للتنفيذ ، دعونا يكون التنفيذ بأيدينا نحن لا ننتظر أن تقف في ظهرنا أي قوة ، أنتم الأداة التي يستخدمهم الجميع وبعدما يصلوا للكرسي أول من يحاربوهم ويتوغلوا في تكتفيهم هم من رفعوهم ، الآلاف الآن في الشوارع والطرقات والحارات وعلي مشارف الميادين حملوا أرواحهم فداءا لغيرهم ، فلا تتركوهم لوحدهم يواجهوا الحصار والقمع والمقاومة ، إنزلوا وساندوهم وكونوا سيل من البركان ، يد مع يد تقوي ونفس تشد من النفس الآخري ، القرار بأيديكم أنتم لا في يد غيركم ، فما آراه ويرصده الكثيرون غيري أن الملايين يجلسون في منازلهم ينتظروا بعض آلاف لكي يحرروهم ويخلصوهم مما هم فيه ويعانونه ، بل يتخذهم الفاسد وقود له بلا أي قيود ويضمهم إليه خداعا وتضليلا ، ويتباهي بهم الإعلام الفاسد أيضا ويحيوهم ويقولوا لهم المحنة سوف تمر والخير قادم لكم في صورة أحلام قاتلة وكوابيس مهلكة ، المشكلة كانت في الخوف والإعتقال والتقييد واطلاق القيادات وراء القضبان ، الوضع متغير الآن دافعوا عن حريتكم وشرفكم وعرضكم ، فالأمور تغيرت الآن ونسبة الحصار خفت وطأتها وقوي داخل عش الدبابير تقف معكم وتساندكم من بعيد لبعيد ، جموع الشعب لو تحركت لم ولن يوقفها أي كان بمكان ، والفكرة بسيطة فمهما إعتقلوا وبنوا المنتجعات والزنازين فلن تكفي الملايين ، انهضوا كفانا رقودا ، نريد الحسم في أسرع وقت ، ولا ندع الثعبان يقيم رأسه مرة آخري بعد وضع أرجلكم فوق رأسه ، الله مع الحق ومعكم ، لا بد التخلص من العار الذي إلتصق بنا والفساد لقلة مارقة وحاشية آثمة ، ونحن أصحاب الحق والثروات ملكنا ومنتهانا ، ولكنها اغتصبت ووزعت علي اللصوص والمطبلين والفاسقين ، بلدنا تثتغيث بسواعدكم لحمايتها من البومات ونظراتها وخططها ، صيحاتنا أقوي وارادتنا صلبة ولا تلين ، هموا لنصر عزيز ينتظركم ويفرح أبنائكم وآباكم وأجدادكم ، ارسموا الشمس في الميادين في نهار طال انتظاره بعد حجبه لسنين ، نور القمر معاكم ينير لكم ظلمات الليل ويقضي علي خفافيشه بعد ما طال سواده ، وان وعد الله كان مفعولا إن شاء الله ................