في الثالث و العشرين ترتدي حسناء سبتمبر حُلتها الخضراء مُرصعة ببياضٍ ناصع فخراً و إعتزازاً تشدو بفعل الأجداد و تُباهي بالأحفاد مُتطلعة لمُستقبلاً تبنية سواعِد أبنائها و بناتها اللذين أقسموا لها قسماً أن تراهم في الشِدةَ قبل الرخاء قولاً و فِعلاً ، في هذا اليوم يلتفُ حولها أبنائها ليحتفلون بها فتُربِت على رأس شرقِها و غربِها و تحتضن شمالها و تُقبل جبين جنوبها و تنفُث ثلاثاً بأسم الرحمن الرحيم الحافظ الكريم على قلبها النابض أن لا يمسُه سوء و مكروه .

و يُشارك فرحتها من حولها لأنها حقاً تستحق الفرح تلك العزيزةُ الأبية ذات النهج الواضح و على الطُغاةِ عصَّية كريمةً نقية ذات مشاعِر قُدسية تاريخُها حافِلاً بأحداثٍ فخريةً ملحمية و حاضِرُها رسمتهُ رؤيةً بأنامل ذهبية خَطَّتها عقولاً فتية سعودية قادها قائِدٌ ابن قائِد ليس بقاموسة معاني للعنصرية قائِدٌ يقطع بها مسافاتٌ فلكية و يخطو بها إنجازاً على واقع أرضِه في كل متر عشر سنواتٍ ضوئية .

و بِراً لهذة الحسناء الأبية و حُباً لها يبذلون أبنائها الغالي و النفيس في سبيل أمنها و إستقرارها فتجد أرواحهم شهيدةً لحِماها و جهودهم في أرضها و شتى بقاع الإرض تُنسب لها و تُرفع رايتها الشَّماء خفاقةً على كل راية بسيفها البتَّار و عبارتها التوحيدية .

و ما إحتفالنا الــ ( ٨٩ ) هذا و فرحتُنا و إعتزازُنا إلا من باب و أما بنعمة ربك فحدَّث و تخليداً لجهد السلف و تذكيراً بأهمية ذلك للخلف لبذل جهودهم و رفع همتهم حتى تبقى حضارتنا قمّةً لا تندثر و واجهةً يُشار لها بالبنان و معالمٌ لا تُجهل و حِمىً حازمة لا يُستهان و لا يُطمع بها .

و كل عام و بهاء اللون الأخضر يغمر حسناء سبتمبر و هي تشدو بأغاني الشموخ و العِزة و تروي قصة مجدها الحازم الذي بدأ بهمّة ستبلغ بها بأذن الله القمّة .