المملكة العربية السعودية.

 السَلامُ عليك وعلى عبق الصغار فيك، السلام على روح الشباب وبهجة الكبار فيك.

السلام على جبالك وبحارك، وبراريك الشاسعة، السلام على كل يدٍ عاملة تساهم في علوّك، وكل روح باذلة، وكل فكر ينير طرقاتك، والرحمة تكسو اتجاهاتك الأربع: شرقاً، وغرباً شمالاً، وجنوباً.


٢٣ من سبتمبر لعام ٢٠١٩- تبتهج أرواحنا عزاً وفخر بهذه المناسبة السعيدة، في يومنا الوطني التاسع والثمانون: ترفرف قُلوبنا سعادة بما حبانا الله في هذه الأرض من أمن وأمان، يشهد به واقعنا نتيجة بذل وعطاء قادتنا الكرام؛ الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان حفظهما الله، وهي جهودٌ ممتدة على مدى سنواتٍ طويلة سطرها التاريخ وحفظها.
في يومنا الوطني، نحتفي بقيادتنا الرشيدة، ونبعث إليها أسمى التهاني والتبريكات بهذا اليوم العزيز على كل بيت سعودي.

في عامك التاسع والثمانون نجددها بيعة وولاء لولي أمرنا، بذلاً وعطاء من أجل أرضنا.


إنها ذكرى التوحيد وذكرى البطولات؛ ففي يوم ٢٣ من سبتمبر لعام ١٩٣٢، تم توحيد المناطق الخاضعة لسيطرة الملك عبد العزيز آل سعود، وتغيير اسم هذه المناطق من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها: إلى المملكة العربية السعودية.
إنه ليوم عظيم نستذكر فيه تاريخ المجد والشجاعة.


قبلة المسلمين نسطر لها أنبل المشاعر الوطنية من نبض قلوبنا، وننسج لها من الولاء ثوب الدعاء والأمنيات الخالصة لها بالمزيد من كل الخيرات.
وطني: كلمة تحدث صدى يدوي في أعماق روحي؛ تشبه في وقعها حنو أم عطوف لا تغفو حتى تطوف حبا على صغارها.

أرض التوحيد، ومهبط الرسالات: تتزين اليوم بحب شعبها، وترفرف فيها القلوب قبل الأعلام، وتتماوج في تناسق رهيب! على نغم الفداء لهذه الأرض الطيّبة.

بمختلف اللهجات والمناطق نعلنها وحدة واحدة للنماء، وقبضة واحدة لدحر العداء، وقلب واحد للدعاء من أجل المزيد من العطاء.


تسعة وثمانون عام على الازدهار يا وطني، تسعة وثمانون عام: تسطر بماء الذهب، وتدون بحبر الإخلاص والتفاني.

 تشهد تلك السنين وتوقِّع على جهودٍ جبارة، وعقول حباها الله السداد والتوفيق لا تعرف للطموح حد؛ بفضلها المملكة اليوم تعيش أوج قوتها الاقتصادية؛ ساعيةً كعادتها للمزيد من التقدم بما يكفل راحة الشعب، والارتقاء بهم

اقتصاد المملكة اليوم زاخرٌ بالنماء، وهو قوّةٌ عالمية تتمتع بها بلادنا ودونها جنود تُسخِر لها كافة الجهود المكثفة بالروح، والوقت، والمال، وهو من ضمن أقوى اقتصادات العالم، ووريد نابض للنهضة والتطور؛ به نسابق العالم للتقدم والارتقاء

الأمن ركيزةٌ أساسية تقوم عليها الدولة، وتتماسك بها أطرافها كقبضة واحدة، والمملكة اليوم آمنة مطمئنة بفضل الله ثم بفضل اليقظة التي تميز قادتها، والحرص الذي يحف قرارتهم.
وكعادته السعودي يبذل ويسطر أسمى التضحيات حباً وغيرة على أرضه، ويبذل لهذا الوطن روحه، ولا يتوانى عن تقديم أغلى ما يملك في سبيل الحفاظ على أمننا واستقرار وطننا، ولنا في هذا الشأن خير مثال يسرنا أن نقدمه في هذه المناسبة للتذكير بما يسطره البطل السعودي في ميادين الشرف على الحد الجنوبي؛ يبذل الروح صداً، وردعاً، ودحضاً لعدوٍ طامع حاسد.

وطني العزيز في عامك التاسع والثمانون تخونني الكلمات أمام التعبير عن حبي الصادق لك، ويرتجف قلمي من هيبة وقعك عليه، وتتساوى في خاطري الأساليب فتصبح عادية أمام تفردك، وعلو شأنك، ولكنني بذلت وقتاً وفكراً كي أسطر الشعور على بياض الورق، وأسجل في التاريخ كلمة امتنان أعبر بها عن خالص شكري لك وشكراً للأيادي البيضاء التي تساهم في خدمة وطن.