سمعت مرة عبارة تقول: إن كنت قادرا على قضاء وقت ممتع مع نفسك فأنت شخص محظوظ. قبل سنوات طويلة من الآن كان من المستحيلات أن أجلس وحيدة لتناول وجبة طعام أو حتى التأمل في الطبيعة. كانت ساعات اختلاف جداول صديقاتي الدراسية في الجامعة أطول ساعات عمري. أهيم على وجهي في الحرم وأبتعد قدر الإمكان عن التجمعات حتى لا ينظر إلي بعين الشفقة أو يقال عني "سايكو" بدون صديقات.
مع الوقت وبعد التخصص صرت أكثر تقبلا لفكرة التجول في الجامعة وحيدة، فصديقاتي كل واحدة قبلت في تخصص مختلف وتحضر محاضراتها في كلية مختلفة ومبنى مختلف. وبناء صداقات جديدة مع طالبات أخريات لنذهب للأكل سوية أو الجلوس والحديث يأخذ وقتا طويلا معي.
وكنت حتى وقت ليس ببعيد أشعر بالضجر من الجلوس وحيدة حتى لو كنت بصحبة كتاب أو فيلم مشوق. دائما وددت التواجد قرب الآخرين، ومقاطعة قراءتي ومشاركتهم حواراتهم أو التعليق على مشاهد من الفيلم. واليوم وبعد أن جربت أكثر من مرة تناول الطعام وحدي والجلوس لساعات طويلة وحدي، مشاهدة فيلم وحدي، التسوق وحدي والمشي وحدي. ووجدت أن في فعل هذه الأمور وحدي متعة مختلفة. ولا أخفي أنني شعرت بالغبطة نحو نفسي، فأنا محظوظة وقادرة على فعل أشياء تمتعني في غياب الآخرين. ولم تعد نظرة الشفقة تؤرقني، حتى إنني صرت أبتسم كلما رأيت شخصا يتناول طعامه وحده. أو يتسوق وحدة أو يحضر فيلما في السينما وحده. فهنيئا لنا جميعا.