Image title

 
يرجع لنا مستشفى سليمان عميرات- كالعادة - بكل ما ينكّل بالإنسانية ، حيث تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قصة مواطن ذهب الى المستشفى على جناح السرعة لاستخراج ذبابة من اذنه خوفا على سمعه ، و ما وجدت الطبيبة المسكينة غير ضوء الهاتف لتفحصه – و ذلك لعدم وجود المعدات المختصة – فما كان منها بعد فشلها في فحصه الا ان طلبت منه الذهاب الى مختص ، بحجة انها غير مختصة في مثل هذه الحالات . فيا رب عذر اقبح من ذنب .



لقد سميت الاستعجالات بهذا الاسم  لأنها و ببساطة تعالج مثل هذه الحالات المستعجلة قبل ان تتحول الى حالات خطيرة تهدد حياة المواطن ، و اذا لم يقم هذا المرفق المسخر اساسا لخدمة الشعب بدوره الوحيد ، فلماذا يبقى مفتوحا و مستنزفا لاموال الشعب ؟ لماذا هناك مستشفى ما دامت حتى اتفه الحالات تحتاج الى الخواص ؟
و هل تحول هذا المستشفى الى مركز بريد يقوم فيه (( اطباء )) بارسال المرضى الى اطباء اخرين !! 
لا خير في مستشفى حول نخبة و صفوة المجتمع الى ساعي بريد 

لربما تحدثت الطبيبة مع الذبابة و اقنعتها بالهدوء حتى يفتح الاخصائي ابوابه ...
كل هذا و قد غضضنا النظر عن المسكين الذي تطنطن ذبابة داخل اذنه ، لا احد يمكنه تخيل حجم الالم بداخله ، حتى الطبيبة المسكينة اراهن انها تألمت لعجزها عن معالجته ، و تقف لا حول لها و لا قوة على مساعدة مريض في ظل غياب المعدات .
ان هذه الحالة ليست هي الاولى و لن تكون حتما الاخيرة ، خاصة في ظل صمت شعب تقرت الذي بقي يتذيل ترتيب المناطق المتخذة للمواقف التي تخدم المصالح الجماعية للمواطنين ، عقلية – اخطي راسي و اضرب – حتى لا يستفيق الا و الفأس يقسم ذلك الراس . فهل يا ترى يحرك احتجاج شعب الحجيرة على المستشفى ما سكن فينا ؟

نعم نحن هم باقي ارجاء الوطن ، نحن المهمشون الذين لا صوت لهم ، نحن الذين يستكثر فيهم المسؤول الحياة ، نحن الذين لا دور لهم سوى اننا – نوانسو في المسؤول – كي لا يشعر بالملل ، نحن الذين تستباح فينا جميع انواع التقصيرات و حين نتكلم ... سنواجه بالقضاء 

متى يتعلم المسؤول بانه خادم لدى المواطن ، متى يتعلم بان ميزانية مؤسسته ليست مال امه ليفعل بها ما يشاء ، متى يتعلم الفاشلون ثقافة التنحي و ترك المسؤولية لأهلها .