منذ التدخل الروسي في الاحداث الجارية بسوريا,يتم لجوء الارهابيين طوعا او كرها لا يهم عبر باصات مميزة اللون مكيفة الى ادلب لقربها من الحدود التركية,الراعي الرسمي للإرهاب والتي قامت بجلبهم من مختلف اصقاع العالم الى سوريا الابية لغرض تدميرها وتهجير سكانها فلا يزال يدور في خلد زعيمها اردوغان جنون العظمة وإحياء الامبراطورية العثمانية التي ساهم وبفعالية اخوتنا في سوريا من المسيحيين في اخراجها بالقوة من بلدهم,وكأني بحاكمها الارعن يريد ان يثار لبلده متناسيا الجرائم البشعة التي ارتكبها اسلافه ضد سكان بلاد الشام والاستفادة من خيراتها.
اصبحت ادلب مقرا للإرهابيين,الفيتو المزدوج الروسي الصيني الذي استخدم بالأمس,اكد لأصحاب مشروع المنطقة الامنة بان ذلك يستثني الارهابيين وفق مقررات مؤتمر سوتشي,فلا مجال للمناورة قضي الأمر,لقد ضاقت عليهم الارض بما رحبت,أصبح الارهابيون بين فكي كماشة,فالدولة التركية التي احضرتهم وزينت لهم الامر وبأنهم سيعيشون في سوريا جنة الله على الارض ويقيمون فيها دولتهم المنشودة التي اصبحت سراب,فإما الهروب بجلودهم الى تركيا لتستخدمهم او بالأحرى لتزج بهم في صراعات بمناطق اخرى من العالم لم تنقطع منذ سنوات ومنها ليبيا واليمن.او الموت المحتم.
كيف لمن يدعون الجهاد في سبيل الله والوطن ان ينتقل بعض جرحاهم الى مستشفيات بالأرض المحتلة للتداوي,ويتوجهون بالشكر الجزيل على حسن الضيافة والكرم,متناسين اغتصاب هؤلاء الصهاينة لأرض عربية وارتكاب ابشع المجازر في حق الفلسطينيين.
لقد فشل اردوغان في تحقيق حلمه بإقامة منطقة امنة بادلب,الغرب لم يعد يأبه بتهديداته بفتح حدود تركيا على مصارعها للدخول الى اوروبا,وبالتالي فإنهم لم يقبلوا بان تكون تركيا ضمن الاتحاد الأوروبي,لان تركيا لا تقيم للإنسان وزنا,وبالأخص حقوق الاقليات في ممارسة طقوسهم الدينية والظفر بالحكم الذاتي.
حاول اردوغان الظهور امام العالم الاسلامي على انه الحامي والراعي له,من خلال احاديثه بعديد المناسبات الدولية,وإرساله لسفينة (مرمرة) لكسر الحصار عن غزة الجريحة,التي سرعان ما اوقفها كيان العدو وقتل بعض ركابها من الاتراك المتضامنين مع القضية الفلسطينية,لكن اردوغان لم يلبث ان اقام مناورات عسكرية بالذخيرة الحية مع كيان العدو,كما انه يقيم معه افضل العلاقات ويمده بمياه (الفرات)العذبة في علب معقمة وكأني به يقول لهم ابقوا في اماكنكم فانا كفيل بالمحافظة على كيانكم.
سوريا اليوم اصبحت شبه محررة من التكفيريين والمجرمين,وسيعمل الافرقاء على انتاج دستور يحفظ وحدة التراب وينظم الحياة السياسية,ويبعد شبح الفتنة بين مكوناته الاثنية والمذهبية,وسترحل كافة القوى التي تدخلت سلبا وإيجابا في الحرب ولن يبقى إلا ابناء البلد الذين دافعوا عن كيانهم ضد المستعمر وأعوانه,اما العملاء فإنهم سيرحلون مع اسيادهم بعد ان نفذوا جزءا من مخططاته الرامية الى تدمير سوريا ونهب خيراتها وتهجير شعبها.
سوف يعيش جميع السوريين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وأعراقهم سواسية كما كانوا على مر السنين,ارض الحضارات التي حاول الارهابيون طمس معالمها لأنهم همج وكأني بهم من نسل هولاكو الذي دمر الشرق العربي واحرق الكتب.