١- أنا أحب من العربية مفردة (بهجة)، فهي عندي أبعد من كونها مفردة تدل على شيءٍ ما (شعورٍ ما)، بل تتجاوز ذلك وكأنها هي نفسها الشعور كله. وأنا دارسٌ لفنٍ يعلمنا جاهدا مبدأ اعتباطية اللغة وأنا لا شكّ مقتنع، ولكن ...

ولكن تأتي الـ (بهجة) فتنحي هذه القناعة العلمية الرصينة جانبا وتقول لي: ابتهج بمجرد سماع صوتي واطرب لمقدمي.

‏٢- وأحب من الإنجليزية مفردة (kite)، فهي ساحرة إلى حد أن صوتها يرسم لوحةً ويعرضُ مشهدا. بل ويرفع قدميّ قليلا عن الأرض وكأني أعدو برشاقة طفلٍ ممسكا طائرتي الورقية، وعيناي ترقُبان الأرضَ تارةً لكي لا أتعثر، وتارات ترقبانِ السماء لكي لا تتعثر.

لقد مرت الطائرة الورقية في طفولتي مرورا أقل كرامة من مرور الدراجة وغيرها من اللعب. فلماذا كان لصوتها الإنجليزي هذا الفعل؟! أنا لا أدري، لكني في هذا على مذهبِ "غاري شتاينغارت" أؤمن أن السعادة لا تدرك أسبابها غالبا.

‏شعور: الذي أدركه تماما أن سعادة بحجم الـ (بهجة) وسحرا يشبه سحر الـ (kite) يمثُلُ أمامي حين تحدثني وحين أراك.