"العقرب هي رتبة من الحيوانات اللافقارية تنتمي إلى طائفةالعنكبوتيات، له ثمانية أقدام، ويعيش في المناطق الحارة والجافّة، مختبئا في الجحور والشقوق ،وتحت الحجارة والصخور، التماسا للرطوبة ،وتجنبا لحرارة الشمس.يتواجد من العقارب في العالم حوالي 2000 نوع. معظم العقارب سامة إذ تتواجد الغدة السامة في نهاية الذيل و لدغة بعض الانواع تعدّ خطيرة جدا على الإنسان مقارنة بلدغة الثعبان"

( موسوعة ويكبيديا الحرة )

 دائماً ما توصف العقارب بأنها مخلوقات شريرة غادرة تنتهز الفرصة لتلدغ الضحية على حين غفلة،وغالباً ما تختار توقيتها المناسب وتتعمّد ألا تواجه الخصم مطلقاً فهي على يقينٍ تام أنها أضعف من أن تدخل في نزالٍ متكافئ وشريف،ولا تخلو سيرة الحياة من أولئك العقارب الذين ينفثون سمومهم ويلدغون ويتنكّرون إلى أقرب الناس إليهم عند انتفاء الحاجة وعندما يعثرون على بدائل جاهزة فيحوّلون هذا القريب إلى متهم ومجرم وعدوٍ لدود فهو يقف حجر عثرة من وجهة نظرهم أمام طموحاتهم وأحلامهم ومصالحهم الشخصية،فيسارعون إلى التخلّص منه دون وازع ورادع ودافع إنساني.

في الحياة الثقافية هناك عقاربٌ أيضاً تسير عكس اتجاه الساعة،وتختار أسلوبها الصدامي الشنيع لتحقيق مكاسبها الخاصة جداً وقد تفسد الصداقات الطويلة وتفرّق الأصحاب عن بعضهم وفق مبدأ ( فرّق تسد ).

هذه العقارب التي خرجت من الجحور وعشقت حب الظهور نسيت أو تناست أنها مخلوقاتٌ لا تستطيع التكيّف مع الحقيقة والشفافية،ولا يمكن أن تشعر بالوئام مع القلوب المفعمة بالحب والإبداع والتسامح والأخوة،لذلك تجدها تدخل في صراعات ونزاعات ومعارك كلامية طاحنة دون طائل،إما عن ضعف أو عن نقص أو من أجل لفت الأنظار إليها أو من أجل إزاحة منافسٍ محتمل عن طريق التشنيع والطعن،أو للوصول إلى أهدافها غير المعلنة بهذه الوسائل البدائية.

 لقد ارتبط الجهل وغياب الحكمة في تأصيل صورة هؤلاء في الذاكرة البشرية،فغالباً ما تعيش في عنادٍ مستميت تدافع عن أخطائها الفظيعة بشتى الوسائل وتلقي بإسقاطاتٍ على الآخر لتتبرّأ من الخطايا والأزمات والنكبات التي تتغذّى عليها في سبيل تحقيق أهدافها،ومهما تشدّقت بالقيم ومهما تظاهرت بالطيبة والرحمة ستظهر أذيالها في ساعة المواجهة الحقيقية.