ساعات قليلة تفصلنا علي حلم النهار ، واستقبال الأمل بالفجر الجديد ، ورؤية الفرحة تشف القلوب ، وتنشرح ليها الصدور ، وتعالج العقول من الغيبوبة وتفيق ، من هنا وجاي سترفع هامات المصريين ولا تخفت أبدا مرة آخري ، كل المقدمات توحي بالتغيير الوشيك وطي صفحة الإستبداد والعبودية بلا رجعة ، صبرنا كثيرا علي الهموم وانضغطنا تحت أسوار الحديد ووطأة التعذيب والحصار والتقييد ، ونعتنا بالجبناء كذبا وإفتراءا ، فهذا الشعب يهدأ ولا يبيع ، ينطلق كالبركان ، زلزال علي كل طاغي ، يدافع حتي آخر رمق من حياته ولا يحيد عن طريق الحق قيد أنملة ، ثقته في الكيان الذي أحبه وقدره ودافع عنه وإرتدي شرفه وضحي واستشهد ومات وحان الوقت لرد الجميل وتقبيل الرؤوس والوقوف مع المستهدفين ، قفوا مع مواطنيكم ضد المفتري الضلالي ، الذي أضحي الفقر والتجويع والتعطيش والتفريط ، وجارا علي الأعراض وبني مجده فوق جثث الأموات والمشردين والضعفاء ، ووضع يده مع الأعداء وأصبح لعبة في يد الأولاد ، ولم يصلح الأوضاع المعيشية للبسطاء ، حابي الأغنياء وفصل القوانين لاثرائهم الفاحش في حين تئن الملايين وتدهس تحت عجلات القطار ، وعلي سفن الموت تغرق وتصبح طعاما للحيتان وتغرب وتهجر قسرا واضطهادا ، وعلي طرقاتها تسفك الدماء ، تنمية للسيارات في حين الشعب لا يقدر علي المشي علي قدمه من الوهن والضعف الذي أصابه ، تاجر وليس بقائد يبني العمارات والقصور والإستراحات ويبيع للأغنياء والمساكين ينظرون غير مرأيين وبعيدون عن الخريطة والنهضة منسيين ، جزر سلمت في صمت وعار وانكسار ، وبكت العيون علي اللي ماتوا من غير حساب ، سدود بنيت وهو في القصور يتنعم وعلي الحرير يتمرغ ومن الذمم يشتري الغالي والرخيص ، وشراء الطيارات لكي يتجول ، ليس إلا لأخذ التأييد ، أمواج عاتية لا بد أن تقوم ، لا نريد التدمير ولكن نريد العدل والقصاص ، ارحموا شعب ذاق الأمرين في بلد ليس بالفقير ، أنت وحاشيتك من أفقرتموه وعذبتوه وفي السجون الكثيرة المشيدة رميتموه في القاع وبالتراب غطتوه وكتمتم أنفاسه عن ضمير ، في العراء كانت النفوس في البرد تشتكي ومن لهيب الحر تصطلي ، أناس توهموا من يحنوا إليهم فإذ بهم يكيلون المآسي ويقدمونها علي طبق من المر والعلقم ، والشقاء والبؤس والأحزان بزياة في الكيل والوجدان ، لا تخافوا وعبروا عن غضبكم في سلمية بيضاء ، لن يجرؤ أسد مريض علي الإقتراب منكم ، فرصتكم الأخيرة إن أردتم الحياة وتغيير المصير ، العالم يشاهدهم والمنظمات ، مع حقوق الإنسان التي ممكن يتحرك قلبها ويستجيب ويلين ، ليس حبا فيكم ولكن لإرادتكم وإتحادكم رفعوا الرايات بالتسليم ، إنهضوا ولا تجعل الليل يأتي بالظلمات ، هذه المرة سوف يقام ميزان العدالة ولا يعوج ثانية فوق المدائن حاشرين ، تعلمنا الدرس من الماضي ، وطفح الكيل من المؤامرات والحكي الأجوف عن ذريعة الإرهاب ، الطريق أوله صعب لكن آخره العسل والشهد والسلوي ، أبنائكم ينتظرون مروركم الطيب الكريم ، يحلمون بالغد الجميل والمستقبل المشرف مع نفحات العبير والورود ، هموا يا شعب مصر الأبي التاريخ يناديكم والقوات المسلحة تحميكم وخلفكم ساندين وعلي ما تتفقون سوف يلبون ، الغول في مراحله الأخيرة ينازع الموت فلا يغرنكم تقلبهم وحشد فنانين ومغنيين ونماذج من الصيع والمنافقين والمستفيدين والمخادعين ، ساعة الحق قادمة والشر نهاينه قاصمة ، أبهروا العالم بالنضال ولتعلو صيحاتكم الي السماء واطلبوا النصر من الرحمن .................