عام هجري جديد🌃🌅


👈🏽ها هي سنة جديدة تطرق باب الدهر لتنظم في ركب سنوات قد سبقتها بخيرها وشرها، وعذبها وعذابها نجد أنفسنا فيها تائهين في خضم الأيام لم يعمل كثير منا لدنياه ما يرضي مولاه، ولم يتزود لأخراه زادا يبلغه مناه.


👈🏽🔹🔹أخي القارئ العزيز ليس عيبا أن يتحسّر المرء على ما قصّر في نفسه وفي جنب الله سبحانه وتعالى بل في ذلك الخير بإذن الله، ولكنَّ العار، والمرض العضال، والعثرة التي لا تقال، اليأس والقنوط؛


 👈🏽فالأولى: صفة للقوم الكافرين " إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "(يوسف: 87)


 👈🏽والثانية: صفة للضالين الذين تنكبوا الدّرب السويّ " وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ " (الحجر: 56) فالحذر الحذر منهما.


👈🏽🏃🏻واعلم –رعاك الله- أن عمر الإنسان أنفاس معدودة، تسلب منها الأيام بمرورها نَفَسًا نَفَسًا حتى تفنيها، "فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" (اﻷعراف: 34)

والمسلم مطالب أن يعمّر أخراه كما يعمّر دنياه ومع بداية هذه السنة الهجرية الجديدة علينا بالمفتاح لخيري الدنيا والآخرة وهو التوبة الصادقة النصوح والعودة الحقّة للغفور الرحيم (وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ)

(الزمر: 54-59)


👈🏽🔹فذلك لعمري أول ما ينبغي الاستفتاح به في كل عام بل في كل يوم.


👈🏽🔹وإن كنت –أخي القارئ- قد قصرت في سنين قد انصرمت، وأعوام قد تقضّت، فها هو العام الجديد يفتح لك يديه مرحبا بك وحاثا إياك على البذل وتدارك ما فاتك من أمور دينك ودنياك وما عليك بعد أن أخلصت التوبة لله ورجعت إليه إلا أن تخطط لسنتك هذه وتنفض عنك غبار الكسل والخمول وتشمر ساعديك للعمل والبذل والاجتهاد؛ فالماء الآسن تنجذب إليه القاذورات وأنواع الحشرات، وكذا الإنسان الكسول الخامل قد يصبح فكره مرتعا للأفكار الهادمة التي تُمرض العقل قبل الجسد.


👈🏽📖اجعل من جدولك نصيبا لحفظ أجزاء من القرآن الكريم؛ فهو سبيل هداية، ومحفّز لاستفراغ الطاقة والجهد في الخيرات (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)

(اﻹسراء: 9)


 👈🏽📖واجعل العلم النافع بوسائل كسبه المتنوعة صاقلا لشخصيتك ومرتَقيا لخلقك، شارك مجتمعك ما ينفعه مما تُجيده، فمقتضى الأخوة في قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )(الحجرات:10) يستلزم العمل على كل ما يسهم في ترابط المجتمع وائتلاف أفراده. 


👈🏽🏪وباشر عملك -إن كنت موظفا- أو دراستك –إن كنت طالبا- بعين المتفائل الذي يرنو إلى غد مشرق منظما وقتك في كل ذلك مبتدئا بالأهم فالمهم ساعيا لتحقيق هدفك الأسمى وهو رضا الله سبحانه وتعالى في كل ما تأتيه وكل ما تذره (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(التوبة:105)


بذلك كله ستدرك المعنى من الحياة، والهدف الذي خلقت من أجله(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56) العبادة بمفهومها العام الواسع الذي يشمل السعي لإعمار الكون، فتنال في دنياك ما تتمناه، وتلقى في عقباك الثواب الجزيل من لدن الله الكريم الوهّاب. أسأل الله ذلك لي ولك.   


🌹سعيد بن راشد الخصيبي🌹


●°○•●°○•●°○•●°○•●°○•●°○

✨البرج .. الحقيقة والثقة↑☝

لتصلك رسائل واتس آب البرج📨 الثقافي أرسل (أشترك)📲 لـ91279992