"إنه الخوف عليه اللعنة"
جملة كررها الأدباء والمفكرون لتثير غضب وحزن ولوع كل من يقرأ أو يشعر، هنا ورد على نفسي سؤال : هل خلق الله البشر جميعاً لتواتيهم نفس الأفكار والأحاسيس، أهم أهل بما خلقهم الله وأعطاهم؟
أخاف الله من أكون ظالمة في حكمي على خلقه لكن يوردني دائماً هل نحن أحق خلق الله، هل مشاعرنا دائما في صالحنا ، هل ما نشعر به هو ما يريده الله منا أن نشعر به فعلاً ، هل لدينا تلك المشاعر الفلسفية والوجودية التي لا نجد لها إجابات مقنعة؟
نادراً ما فهمت المشاعر المختلفة المقدسة والظروف التي سببتها، ولكنني فجأة أدركت محيط واقعي من المشاعر متشابهة جداً لا أعلم، هل نحن البشر متشابهين أم أنا من اختلط عليها الأمر.
جميع العلماء والأدباء والفلاسفة والفنانين أجمعوا باختلاف ظروف الإنسان إذن تختلف قضاياه ومشاكله وعقده وبالتالي فهمه لمشاعره ووصفه لها…
من كل مليون شخص في العالم هناك واحد مشاعره تختلف عن من حوله لا يجد قولاً يصف به عما بداخله يشعر كأنه وحده ويختلط عليه الصح والخطأ فلا يعرف هل يتبع مشاعره أم يتبع المشاعر الآلية الثابتة التي وجدت حوله؟
الخوف هو الشعور الآلي عند الإنسان وإن اختلفت مسبباته، فهو أول مرض أصيب به الإنسان عندما وجد نفسه علي الأرض وحيداً، عندما صارع للبقاء ورأي الموت والثكل والحزن والألم.
طه حسين أول ما خاف منه هو ذاك العفريت الذي قد يسحبه من قدميه العاريتين، كذلك نجيب محفوظ خاف من الظلام والمطاردات والأمراض، وإحسان عبد القدوس نصير المرأة اعتقد أن أكثر ما أرعبه هو تغير ملامح المرأة.. وعلي الرغم من أن الخوف يجعلك حذر ومحذرا إلا أن لم ينجح أحد في محاولاته سواء كتابة أو حديث أو خطابة او شعوراً.
أما أنا فأول ما أطلعت عليه من المشاعر وبحثت عنه هو الخوف حتي أتمكن من وصفه… سألت وبحثت ورأيت مشاعر الكثيرين ولكن جل ما عثرت عليه أنهم مرتعبون من الخوف، ألا يشعرون بالحب وألا تتزوج الفتيات وألا يصبح الرجال ملوكا يسيطرون علي كنوز وأموال الدنيا ليحصلوا على الجميلات وأن اكثر مشاكل ومشاعر من حولي تنحصر في الخوف من الزواج والحب والامتلاك والمسؤليات والأهل والدراسة و العمل ففي ذاك وتلكم مشكلة ذائفة وكأن العالم توقف عندها… حاولت معايشة مشاكل الآخرين لعلي أجد نفسي دائما أفضل من غيري كما نصحني أجدادي " الي يشوف مصايب الناس تهون عليه مصيبته وعجزه" لكن اتصدمت بعدم صدق هذا الكلام فهذا غير حقيقي فدائما اسمع مشاكل غيري وأضع نفسي معهم في المشكلة وفجأه أجد ان هذا في نفسي حقا هل يوما ما سيكون لي نفس هذه المشاكل… يا الله إني حقا أحب مشاكلهم تخفف عن خوفي النادر الذي لا أجده عند أحد….يا الله هل لي نصيب من مشاكل كهذه تتعلق بالحب والزواج والدراسة والعمل بشكل دائم….. دائما ما واجهتني مشاكل مثل هذه ولكني لم أتعامل معاها مثل ما يتعامل هؤلاء…. عادة ما أجد فيها لذة وهجرة لعالم أتمنى أن يكون هو كل عالمي يا ليت تستمر للأبد قبل أن أرجع لخوفي الكئيب النادر…. كنت أستمع وأتلذذ بمشاكلي ومشاكل أقراني هربا من الخوف اللعين الذي لا أجد ما يصفه عادة..