في مقابلتي الصحفية الأولى والوحيدة مع الأستاذ عصام أبو القاسم والمنشورة في جريدة الاتحاد في أغسطس ٢٠١٩، سألني إن كنت أجد أن الكتاب من جيلي يحظون بالدعم الكافي. وأجبته بأنني أجد أن الكاتب الإماراتي يحظى باهتمام ودعم جيدين وقد يكون أفضل بكثير من الدعم الذي يحظى به الكاتب في بلاد أخرى. 

لكن الدعم الإماراتي قائم على العلاقات والتي تبنى مع الوقت والتي تلزم حضورا ومشاركة اجتماعية مستمرة. وهذه هي الوسيلة الوحيدة. حضورك يضمن حضور كتابك والاعتراف بك ككاتب. وابتعادك وانعزالك وعدم تواجدك في الدائرة التي يتواجد فيها الجميع تعني إنك ناء وبعيد. 

أعتقد أن ما نحتاج إليه ليرتقي أدبنا، الموضوعية والحيادية وتقدير الكلمة والمنتج قبل تقدير الكاتب والمؤلف نفسه. إصرارنا على دفع بعض الأسماء والوجوه وفرض وجودها في اللقاءات والفعاليات والمعارض الدولية وحتى الجوائز لن يأخذنا إلى أي مكان.

لماذا لا يحصل جميع الكتاب على فرص متساوية ولماذا لا يتم اختيار كاتب مغمور لكن جديته واضحة -وهذا أمر يمكن معرفته من أول قراءة له- كل عام ويتم إشراكه في دورات وورش ليصقل موهبته وينمي قدراته. ويلتحق بجيل النخبة خلال حضورهم للفعاليات الخارجية، يتعلم منهم ويشاركهم نقاشاتهم. كاتب واحد فقط في كل حدث محلي أو دولي. 

إن تمكنا من دعم كاتب جيد والمساهمة في صناعة كاتب جاد وواثق واحد كل عام. خلال عشرة أعوام سنضمن أنه لدينا عشرة كتاب إماراتيين يمكنهم أن يكملوا المسيرة ويقدموا أعمالا تخرج باسم هذا الوطن. 

كلنا بدأنا بكتابات ركيكة واحتجنا وقتا لنصير إلى ما صرنا إليه. وتهميش الكاتب الإماراتي الذي لا يعرف كيف يصنع علاقات اجتماعية بغض النظر عن مستواه وتمجيدنا لكل ما هو خارجي وأجنبي لن يأخذنا إلى مكان. وسيبقى الأدب الإماراتي على حاله منذ فكرت أنا في الكتابة وبدأت أكتشف نوعية أدبنا.