اللهم اعف عن كل عليل موجوع ، لا يعلم بما يعانيه من ألم إلا أنت ، تئن الضلوع بين ثناياه أكثر وجعا من الهم والحزن ، ويتمني أن يري الراحة الأبدية وأن يطرق الموت بابه ولا يتأخر ، رحمتك فاقت الحد يا الله ومهما كثرت توجعاتي فميزانك العدل أستغيث بك يارب العالمين ، ذنوبي ملئت الأرض طولا وعرضا وأطلب الإحسان منك يا ذا الجلال والإكرام ، لا ملجأ منك إلا إليك إني كنت من الظالمين ، بريق المادة وزخرفها الفاني أغرتني وطمعت طمع الأسود وتلونت مثل الثعابين في أخذ ماليس فيه حق ، لساني نطق زورا وإثما وتعديا علي حرمات الآخر ، ربي توبتي رغم البكاء الغزير منقوصة إيمانا كافيا ولكني أطلب السماح والغفران ممن رفع السماء بلا عمد وطحي الأرض ومهدها وأرسي فيها الجبال أوتادا ، تكاسلت وتقاعست عن أداء فروضك وإتباع سنن رسولك الكريم محمد صل الله عليه وسلم ، وأبعدتني شهواتي عن الصراط المستقيم ، لم أساعد الآخرين بما يكفي ولم أحب لنفسي ما أحبه لغيري ، وكرهت الخير لهم وتمنيت كله لي فحسب ، سكت عن الحق ووقفت صامتا لا حوة ولا قوة ، خوف تملك من نفسي وأوهنها وفي سبيل الأهل والأولاد إستعبدها ، ظلم غطي علي القلوب وأحزنها وعلي العقول غيبها وعلي الآذان صمها وعلي الأفواة أخرسها ، يا رازق الجنين في بطن أمه أكرمني بفضله عما سواك ، أرجو رضاك والجنة ، ألهتني الحياة الدنيا عن ذكرك يا الله فصار قلبي حزينا وعقلي شريدا ونفسي محطمة ، غرتني واتبعت غواها فكنت نسيا منسيا ومن عطفك يا الله محروما ، طار الفكر وأصبحت بلا طريق معلوما فردني إليك ردا جميلا ، أعطيتني المزيد والمزيد ولكني لم أزيد في الشكر والحمد لك يا الله ، فكرت في المستقبل ونسيت أن الأمر كله لك ، إمتلكت قوت يومي وغدا ولكني أردت الأفق البعيد أيضا ، اللهم لا تكلني إلي عبدا من عبادك يتحكم في ويكسرني ، أو يمسني مرضا بيضنيني ولا إلي ظالم ملكته أمري ، وإلي فاسد لا يخشاك يا أكرم الأكرمين ، ليست بفاحش ولا بذيء ولكن آخر أمانيا التقرب إليك بالبر والتقوي ، نسيت ونسي غيري الدعوة إليك وففكرنا بأنفسننا وتركنا مقداستنا تغتصب وأراضينا تحتل ويعذب إخواننا بلا رحمة أو شفقة وتركنا فرضك الجهاد ولكن غصبا وإقتدار من رعاة خائنيين ، للعدو متحابين وعلي طاولة واحدة يتسامرون ويحضروا كأس المرار لشعوبهم ، أيادي تعاونت علي الإثم وأرجل سارت إلي المعاصي وكنت للشيطان قرينا فبئس القرين ، ضلوعي ذابت من متاعب ومشاق الحياة وتجبر من عليها بجاهه وحراسه علينا ، طريق الحق واضح ولكن إخترت طريق الباطل لا أتكلم ولا أسمع ولا أري ، بلاء وابتلاء بقدرك راضي وصابر حتي ترضي الرضا الكامل عني وتزيح همي وتشفي صدري وتنور قلبي وتيسر أموري كلها بتدبيرك الذي لا يضاحيه تدابير أي خلق من خلقك ، الحمد لله علي لساني أبدا ما حييت وأتمني أن تلازمني لآخر نفس من أنفاسي ، شهاداتين ينطقهم اللسان براحة بال وشكرا للوهاب ، يا رأسي كفاك خضوع وركوع لغير الله ، تمسك ببصيص الأمل الذي يرسله الله مع فجر كل يوم جديد مع أشعة الشمس وضي القمر حتي تنكشف الغمة وتزول الظلمات ، ويعود الخير بعد فساد الشر اللعين ، فرحت نفسي بالعقاب في الدنيا لعله تخفيف ورأفة من رب الكون الواحد الأحد القهار وتخفيف عذاب الآخرة وأهوالها ومصائبها ، عملت في الدنيا كأني أعيش أمد الدهر ولم أقدم علي العمل الصالح الباقي والمنجي من المهلكات ، نامت عيوني كثيرا ولم تقم بالليل دعاءا وقياما ، قبلت يا ربي توبتي مرات وعدت إلي الذنوب مرة آخري ولم أتعظ وواصلت طريق الضلال ، ضجيج الأفراح طواني وعند الأحزان فقط أقف مع نفسي وأحاسبها ، لما فرطت في عرض وكرم الله وفضله وغفلت يوم العرض عليك يارب السماء والأرض وما بينهما ، قلبي أنت من أوجدت الحب بداخله فما أسكنت فيه إلا الكرة والنفاق والحسد ، تعلقات بالمنكرات وغوصت في المعاصي بلا تحكم وكأني منساق إلي الهاوية بإرادتي .............