للتو انتهيت من كتابة آخر صفحة من دفتري المفضل،

الذي يحمل اللون الزهري الداكن، أتذكر جيداً لحظة اقتنائي له

كنتُ امر بعدة فصول قلبيه، كان الفصل حينها شتاءً

و كان قلبي يرتعد حباً

وأردت ان ادفئه

ومن حينها وثقنا عهد الصداقه،

واشعر اني وجدت ضالتي، لأضع حروفي في مكان آمن واغطيها بغلاف هذا الدفتر المخمل.

أتذكر جيداً أول سطرٍ كتبته، كان الهدوء يعم منزلنا

او بالأصح كان يعم ارجاء المدينه

كانت الغيوم تبكي علينا، فغرقنا بمطرٍ غزير

وكلما تنهدت كانت الرياح تطرق ابوابنا ونوافذنا.

كنت أجلس بسريري، كانت نافذتي مفتوحه وكانت قطرات المطر قد دخلت علي وشعرت بها

بقيت لعدة دقائق امسك قلمي ودفتري وانظر

حينها لم امسك اي حرف، لم استطع كتابة جملة

وقفت اتأمل المدينة من نافذتي،

الجميع نائم و هادئ، وكأن هذه العواصف لم توقضهم

كان هناك منزلين انوارهم مشتعله،

ربما كان لديهم أطفال خائفين

أو ارادوا أن يتأملوا

او ان احدهم يدعي الله تحت المطر باكياً

او ربما احد ما اتاهُ الهامه مع رائحة المطر

واراد أن يكتب قصيدة ..!

ظللت أتامل حتى الأرصفه، وانوار الشوارع والمطر يسقط عليها

وأعد كم طريق يفصل بيننا،

حينها اشتدت الرياح، وكتبت :

" رياح شديدة تطرق ابوابنا ونوافذنا، تطرق بإستمرار وكأنها خائفه من شيئاً ما، ولكن لا أحد يفتح لها، مسكينه هذه الرياح الجميع يخاف منها، ماذا لو انها حزينه؟ لا احد يرحب بها وتظل تدور في هذه المدينه وتطرق قلوب مغلقه."

وثم كتبت التاريخ واليوم، " ١:٦ صباحاً في ليلة عواصف مطرية وقلبيه."

لقد بقينا اصدقاء بحق،

كان معي في كل انعطافاتي، لحظات حزينة وجميلة.

لم يضجر مني برغم كثرة احاديثي عليه،

كان المكان المفضل لدي في منزلنا القديم السطح، كان نجاتي من كل بؤس، كنت أهرب إليه بإستمرار مثل الطفله.

كنت أجلس على سلم لأنظر إلى كل الحارة والسماء وكانت هذه متعتي.

وكنت أحتفل إذا كان الليل قمرياً، وأكتب العديد من النصوص.

لقد شهد هذا الدفتر على عِدة لحظات،

عندما عدت إلى منزلي بعد يوم شاق

عندما بكيت سراً تحت مخدتي

عندما راقبت الشارع الذي تمر منه ليلاً وسهرت أملاً لقدومك

عندما خذلت بأبشع المواقف

عندما رسمت هروباً من واقعي ولعلي ألتقيك في لوحتي

عندما انتظرتك ذلك المساء في يومي الأول من نجاحي ولم تأتي

عندما أتى ميلادي الثالث ونحن معاً ولم تقل لي ميلاد سعيد لأنك اصلاً لا تعرف تاريخ ميلادي

عندما بقيت وحيدة، وحيدة جداً ولم تكن إلى جانبي

عندمت حدثت الله عنك كثيراً وأخبرته انك حنوناً وقاسي

عندما كرهتك حباً

و عندما كتبتك في آخر صفحة من دفتري، وعرفت انني لا خلاص لي منك فأنت تظهر بشكل ٍمفرط في كل حياتي، وان هذا الدفتر كان ليس إلا هروب منك، ولكني هربت إليه بك.

أنا كنت بكل الأحوال

أكتب ..

انتهى

٢ مارس ١٤٣٩ هـ

٦ سبتمبر ١٤٤٠ هـ

حوريه