التَّفَوُّقُ اللِّيبِيُّ وَالنَّزْعَةُ الْاِسْتِغْلَاَلِيَّةُImage title

اعرف أنني لم استطيع التوقف عن الكتابة والوقت لا يزال مبكرا للقول بأن هناك ملامح عهد جديد لدولة الليبية التي بدأت تتشكل بالتفوق الليبي مع التفوق التونسي عند المفارقات والأحداث التي تشهدها دول الربيع العربي.

لكن ذلك لن يمنعنا من القول بأن هناك كثير من إشارات إيجابية وقليل من إشارات سلبية تتسم بالنزعة الاستغلالية لتأخير الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا.

وحتى نستوعب التغير في ليبيا كان يجب علينا أن نشعر بالتفوق الليبي بعد الغموض والضبابية من التحول الديمقراطي السلمي الذي يحاط بينا من مختلف أنواعه وعدم الاستماع إلى من يؤجج للفتن والمزيد من الحرب والاقتتال والابتعاد عن شرف الصلاحيات اللازمة للممارسة العمل الوطني.

الأمر الذي يفتح على ليبيا الأبواب على مصراعيها أمام الكثير من المفاجآت مع الانطباع السريع الذي يمكن الدولة الليبية أن تخرج من المعضلة التي دور حول الفراغ السياسي المعروف ونشل ليبيا من الدوامة التي هي فيها.

اليوم تونس تنطلق منها الحملة الانتخابية الرئاسية وليس لها أي من المشاهد الضبابية في ضرورة نجاح الدولة التونسية والتي تعتبر الدولة الأولى الوحيدة التي نجت من مآلات عليه من " الربيع العربي " في مكاسب ديمقراطية تعمل على سلامة المجتمع التونسي.

إن أقوى الإشارات التي يمكن أن توحي بأننا أمام عهد جديد هو تغيرات الدول العربية من حولنا وهي كافيه على العمل على استقرار الدولة الليبية بعد التأزم والتدهور من حملات الانتخابية والتشريعية وإقرار الدستور الليبي الدائم.

مشهد الانتخابات التونسية هو المؤشر الايجابي في تحول ليبيا إلى العهد الجديد للدولة الليبية التي طال انتظارها بعد الربيع العربي الذي لم يتمكن الشعب الليبي من امتلاك فكرة وعمق الديمقراطية البرلمانية حتى يومنا هذا.

الانطباع السريع الذي يمكننا من الخروج هو صناعة القائد المثالي الذي يعمل بالفعل على إصلاح أوضاع البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ومن المعروف أن للقائد الناجح هو ذلك القائد الذي يحاول أن يخلق من حوله قادة آخرون جدد لتكملة مسيرة الوطن الليبي.

وبالنسبة لي، كل شخص ليبي له الحق ويمتلك من الحقوق الدستورية أن يرشح نفسه لخدمة المجتمع الليبي، وما يجعل ذلك الشخص مختلف عن غيره هي مؤهلاته التي تأهله للحملات الانتخابية وفي كيفية التعامل مع المجتمع الليبي.

تونس تخوض الانتخابات الرئاسية وليبيا تخوض حرب على الإرهاب، ولكنها هي حرب أهلية إضاعة البلاد والعباد في غيابات الجب بعيدة عن المبادئ الديمقراطية في التعامل مع المجتمع الليبي في استقراره ونموه وازدهاره.

بقلم / رمزي حليم مفراكس