هل يعقل ؟؟


هل من الممكن أن يستمر القلب بالوقوع في نفس الخطأ ولا يتعلم من أخطائه أبداً وحين يتكلم العقل ... هـههه للأسف دوره هنا مثل ( الكومبارس ) مجرد صوت يتكلم لوهلة من الزمن ومن ثم كلامه في الليل يمحوه النهار و يستمر هذا الأخرق المدعو بالقلب بممارسة نفس الأخطاء في كل مرة. صاحب هذا القلب شخص ناضج ويعي تماماً ما يحدث  ولكنه في الحب مجرد طفل لا يعي أبداً وكأنه مخدر تماماً.. سوف أصور لك مشهدا بسيطا على ذالك. جاءت الأم إلى طفلها وهَو يلعب بإحدى ألعابه المفضلة وهي تريده أن يخلد الى النوم تخيل معي ماذا سيحدث إن أخذت منه لعبته تلك؟ سوف يغشى عليه من البكاء ويراوده إحساس بالكره الشديد لأمه ( رغم أننا نعرف أن هذا من أجل مصلحته) لكن كل هذا لن يستمر اكثر من مجرد دقائق وسوف ترى الطفل ذاته مغمض العينين يغط في سبات عميق  في أحضان الشخص نفسه الذي كان يصرخ و يبكي بسببه ويفيق من نومه في اليوم التالي وهو  قد نسي تماما كل ما حدث في ليلة الأمس. و لكن هذا المشهد بحذافيره قد يتكرر كل ليلة ما أريد ان اوصله لك من خلال حديثي هذا هو أن قلب الطفل لا يمكنه أن يكره أو يحقد على أمه وقد اخترت الام في هذا المثال لأنني لا أظن أن هناك شخص في حياتك يستحق أن تبقى صغيراً دون وعي  وأن تحمل له كل هذا الحب مهما تقدمت في العمر سوى أمك وسييبقى حبك على حالته لا يتغير. أعتذر عن إطالتي في تصوير  مشهد واحد فقط ولكن كل هذا من أجل أن تصل إليك الصورة التي صورت بها قلب الطفل و أرجوك أن لا تخلط الأمور ببعضها وان تفكر ولو لوهلة فيما تقرؤه قبل ان تتفوه بشئ . تخيل معي إن وجدت شخص يحمل هذا القلب  الذي أرى أن مالكه شخص فاهم وواع و عاقل و ذو فكر جميل. ولكنه أمام من يحب مجرد طفل صغير. حين يغضب يدخل لعالم الخيال بصحبة ذلك ( الكومبارس) و يتفوه بشتائم ويتوعد بأنه سوف يفعل و يفعل و في اليوم التالي ينسى تماماً ما حدث ويبحث عن هاتفه ليحادث  الشخص نفسه الذي كان يتوعده بالأمس بفعل أشياء هي بالفعل من وحي خياله و لماذا كل هذا؟ لأن قلبه حين يحزن و يحاول أن يعود لوضعه الطبيعي إما ان يلوم نفسه بأنه كان مخطئا أو يثرثر بالحديث. ولا أريد أن أجعل هذا القلب يقوم بلعب دور الضحية فليسَ هذا لائقا به لأنه من الممكن أن يكون بالفعل هو المخطئ. ما يليق به هو أنه يحمل داخل أحشائه قلب طفل مفهوم الحب لديه هو مهما انكسر مهما تحطم و مهما ابخست بحقه و مهما جرحته لا يتغير حُبه أبداً وفي كل نبض تشعر به هو بالفعل دقات قلبك وايضاً همساته لأرضاء قلبك الحزين وتذكيرك بكل موقف ولحظة سعيده لذللك الشخص. وكم من مرة رسم الابتسامة على وجهك ، واحتجته بجانبك ولم يتأخر أيعقل ان تغير ما تحمله من حب له فقط من أجل انه قد كسرنك أو تسبب بجرحك أو تحطيمك او او او او إلخ ، و يستمر حالهُ هكذا طالما يقوم القلب بأداء وظيفته.

خاتمه : لا أعلم الى متى  سوف يبقى هذا القلب هكذا ولكني أرجو منه في نومه نسيان كل ما يحزنه وعدم التفكير به تماماً. إذا سألتني لماذا أوجه إليه هذا الرجاء !! حاول أن تبحث عن قلب غلبه الحزن و الضيق و التفكير اثناء نومه بماذا سوف يحدث .

✍🏻 : مأمون عبدالمجيد