"تشتت" هي الكلمة الدقيقة التي أستطيع أن اصف بها حياتي الآن. أنظر يميناً قليلاً ثم يسارا، أمضي بخطوات للأمام، ثم أتذكر شيئاً، يُعيدني للخلف.
أبدأ في كتابة شيء، أتركه لأكتب عن آخر، ثم أتوقف لأفعل شيء ثالث، أفكر ثم أنتقل لرابع. ثم صداع يفتك برأسي، ثم تأمل في مستقبل ليس له ملامح، ثم شعور بالفشل، والتقوقع على الذات، ثم محاولة لبداية جديدة، ثم لا شيء. وعلى هذا المنوال.
أبحث عني، عن إمكانياتي، عن أمنياتي، وأحلامي. ثم تكون النتيجة صفراً، وصداع في رأسي. وينتج عن ذلك اكتئاب، يقودني لصنع فنجان قهوة، أو فشار بالكراميل!
برأسي الكثير، وأمامي الكثير فتكون النتيجة التلقائية "التشتت" وترك كل شيء، والبقاء متأملاً نفسك وأنت تتهاوى رويداً، رويدا.
أضع القلم على أذني، وأمضي في الغرفة ذِهاباً، وإيابا، تستطع في عقلي فكرة، ثم أهم لفعلها تستطع أخرى، أنحي الأولى جانباً، ثم أهم بكتابة الأخرى. أشعر بالملل، أترك كل شيء وأمسك هاتفي المحمول، أني أنتظر رسالةً ما مِن أحدهم، أنتظرها، ولأني أفعل ذلك فهي لا تأتي! ثم أعود لأقرأ كتاباً لم يكن ضمن خططي، ولكن لأهرب مِن كل ذلك.