لا تظن لوهلة بانني قد استخدمت نوعا من انواع التشبيهات او المجاز لحثّك على التأمل و التفكير ، بل الامر و يا للعار حقيقة محزنة . نعم مستشفى سليمان عميرات تقرت بدون طبيب مسالك بولية ، لذا فاننا نرجو من مرضى الكلى تغيير مرضهم و استبداله باحد الامراض المتوفر اطباءها .
من منا لم يمرض و يذهب الى المستشفى ؟ من منا قد اقسم على عدم دخول ذلك المشفى مجددا ؟ من منا سيكون يوما ما حاملا قريبه بين يديه ذاهبا به لعلاجه فيقولون له : لا يوجد طبيب
حشف و سوء كيل ... ان الامر يتعدى كونه مستشفى بلا طبيب الى كونه مستشفى بلا كفاءة و لا خدمة تنم عن جوهر الطب ، ارقى الاعمال الانسانية ، و لا عن الطبيب الذي يتربع على قمة الهرم العلمي و الانساني معا . لم يكفهم سوء المعاملة و عدم قدرة الاطباء في غالب الاحيان على تغطية عدد المرضى ، بل يتجاوزون ذلك الى عدم توفير الاطباء اصلا !! لم اظن انه سيأتي يوم و يصبح غياب الطبيب امرا مطروحا للنقاش ، الهذه الدرجة اصبحت ارواح الناس هينة عندكم ؟ الهذه الدرجة تستهينون بالم البشر ؟ و لو كان المريض احد اقربائكم هل كنتم ستعاملونه بنفس معاملة المريض الفقير ؟
يا من في نفسه ذرة شرف و نخوة ، هنا في الصحراء الجزائرية و في مدينة تقرت تحديدا يترك المريض ليتجرع الالم دون طبيب في مستشفى المقاطعة ، و نرجو من الله بان لا تكون حادثة وفاة السبب في انتباه الناس الى هذه المشكلة العويصة لانه و حين يقع الفأس الرأس لن يكون احد قادرا على اخماد لهيب نفوس ذوي المريض الذي لعبت بهم مظالم الدنيا ، و هو يرون بام اعينهم المقصر و المتسبب الاول في موت قريبهم ، و لنعلم جميعا باننا و ان صمتنا عن هذا التقصير سنوضع جميعا يوما ما في ذلك المكان و في وضعية اشد تفاقما من الان ...