الانطباع الشخصي عن شخص ما غالباً ما يكون رأياً مؤقتاً تثبته الأيام أو تنفيه .. قد يكون انطباعاً جيداً ومع المواقف التي تتعامل فيها مع هذا الشخص أو تلاحظه فيها يتغير انطباعك عنه بشكل جزئي أو كلي, إيجابي أو سلبي .. الانطباع هنا ليس حكما مسبقا ظالما بقدر ما هو مجرد إحساس ما أو حدس لا إرادي .. أعتقد أن بإمكان الواحد منا أن يتعامل مع هذا الإحساس كمهارة تحتاج إلى تمرين ليجعلها في النهاية تعمل لصالحه لا ضده ..

السؤال هو هل يتطلب الأمر كل هذا العناء ؟ وإن كان نعم. . فكيف يُمكن تحسين الحدس أو الانطباع الشخصي كمهارة ؟
في اجتماع عمل أو دراسة تقابل فيه أشخاص لمرة أولى أو ثانية أو عاشرة لا يهم ما دمت لا تعرفهم/ لم تجربهم من قبل, قد يطلب من كل شخص حاضر اختيار شريك أو أكثر لمهمة ما .. أهمية المهمة تجعل قرار اختيارك لشركاءك مهم هو الآخر إلى درجة أنه قد يؤثر بشكل فعلي على النتيجة النهائية بغض النظر عن الجهد والمهارة والوقت المبذول.

هذا موقف واحد يتكرر في الحياة .. مواقف أخرى مشابهه أو مختلفة تجعلنا أمام قرارات عاجلة قائمة بشكل ما على انطباعنا الشخصي لا أكثر. مواقف أخرى لا تجعلنا أمام أية قرار ولكننا نتصرف فيها من منطلق انطباعنا الشخصي لا أكثر أيضاً .. أشخاص نضع بيننا وبينهم الحواجز لأن انطباعنا الشخصي طلب منا ذلك, آخرون بالمقابل نكتشف بعد معرفتنا لهم نسبة خطأ لا بأس فيها في انطباعاتنا عنهم.

هل يمكن أن أعامل انطباعي الشخصي كمهارة يمكن تدريبها وصقلها ؟ .. برأيي نعم , عند ملاحظتنا لانطباعاتنا الشخصية عن من حولنا وبخاصة من نتعامل معهم للمرات الأولى يتكون لدى الواحد منا معرفة شبه جيدة عن نفسه تحديداً ما الذي يشكل انطباعه؟ .. هذه المعرفة تمكنه من تعمد واختيار المواقف أو الأحاديث أو ملاحظة الأحوال أو أية طريقة ممكنة ليُشكك فيها في انطباعه الشخصي الإيجابي أو السلبي ..
مرة بعد مرة ستخف حدة الانطباع الشخصي اللا واعي و يخف معها تأثيرها على القرارات العاجلة والغير عاجلة.. ومع الزمن والتجارب قد تتطور المهارة على أساس واعي قائم على موازنة الملاحظات التي يأخذها عن الآخرين .. مهارة يمكن معها اختيار شريك عمل/دراسة بثقة أكبر ..