الاسلام دين عالمى تقوم علي مبادئه وقواعده أسس صالحة لكل زمان ومكان ، كما ان ثوابت العقيدة وأصول الدين وتعاليمه وعباداته وتشريعاته التى يجب أن يتبعها الناس جميعاً فى شتى مجالات الحياة تجدها متمثلة متكاملة
تحت مظلة القرآن الكريم الذى هو كتاب رحمة وخير للعالمين

ومن ثم تجد فى سوره وأياته مدلولات معمقة وأشارات ثابتة فى الأحتكام إلى العقل بكل صوره وخصائصه ووظائفه
وانطلاقاً من أن الخطاب القرآني يوفر إجابات شافية للقضاء على الأوهام ودليل ناطق يقود الإنسان الأمى والمتعلم إلى أحكام الشريعة والحلال البين والحرام البين ، لا أقتنع بكثير أو قليل من دعاة هذه الأيام ممن سُلطت عليهم الأضواء بطريقة تبعث على الأستغراب بل لا أجد ما يدعو إلى متابعة أى نموذج يتجرأ على الاسلام بالدعوة إلى تجميد العقل وتعطيله والخوض فى أمورالغيب واختراع أقوال وأراء متضاربة ونظريات وفروض تستند إلى تفسيرذاتى ترفع شعارالتشتت والتمزق وما أغنانا عنهااذاً، يمكننا القول إن تجديد الخطاب الدينى من الأزهر الشريف بات ضرورة ملحَة للتصدى لهذا الخلط الفكرى وتلك السحابة القاتمة المنتشرة _ مع الأسف _ والتى تتنافى مع أصول الدين الإسلامى ومبادئه الكلية وضوابطه وحدوده

كما تقتضى الحاجة إلى الرقابة الدائمة لمواجهة التأويل ضيق الأفق والتأويل الذاتى المغلق ممن يستخدمون منابرالمساجد فى الظاهر كأئمة وحملة علم ولكن تجد باطنها مرتبط بترويج أهداف معينة توافق سياسة تتغذى على مرجعيات مذهبية عرقية
فنحن اليوم نشهد اتجاه ممارسة للدعوة على خلاف واقع ما بنيت من أجله المساجد وهوإقامة شرائع الإسلام والألتزام بأركانه التى تؤسس وحدة المسلمين والأقتداء بالأئمة دون أنانية أوتميزعرقى

ونلمس تدفق وتزايد انتحال المبطلين صفة الفقهاء وهم جاهلون كتاب الله وسنة رسولنا لهذا تجدهم يزينون الباطل ويشوهون الدين بشعارت لخداع البسطاء ،حتى بات فى عرفهم ان كل من يتكلم بأفكار تناقض أفكارهم ويقمع كل دلالة مخالفة لهم
فهو زنديق  !!  ففي
 أي شريعة أوقانون يحِل لهم هذا

ومما يزيد الأمر كارثية عزوف المنظومة التعليمية عن دراسة علوم الإسلام التى هى اساس كل العلوم والمعارف والتى لا غنى لأى طالب عن دراستها و تحصيل القدرالصحيح من أصولها التى تركزعلى المنهج الحقيقى للاسلام بأنه هو دين الحضارة والتقدم والتطورروحياً وفكرياً وعلمياً وثقافياً وأخلاقياًو الاكتفاء بالتربية الإسلامية كمادة هامشية فى مرحلة التعليم الأساسى وما يليها بينما وهى مشكلة يجب التنبه إليها بل اصبحت من أسباب اشكالية ظبط المفاهيم العصية لمعانى مغلوطة ومخلوطة ببعضها

كما هوالشأن بالنسبة للثقافة الدينية التى من المفترض
انها تمتلك مقومات الصواب والخطأ

ممايؤدى إلى تعدد التخير والسعة وتوظيفها للقضاء على التعصب الأعمى

إذاً، تصبح الأمور جدية بما فيه الكفاية لدحض كل الوان التحريف والنقص ومن منطق ان الشخصية الإسلامية لاتفقد هويتها وخصوصيتها لمصلحة قوى او لتجمع عرقى او لنظام طائفى لزاماً عليها التصدى لهذه الفتن والصراعات التى تتسلل من تحت شقوق صغيرة وتتغذى على مرجعيات عرقية ومذهبية ومعلومات مغلوطة ومنتشرة والقضاء على المفاهيم المتطرفة التى أظهرت الإسلام بصورة شوهاء واشارت إليه بأنه دين تشدد وتعصب وسيفاً مصلتاً على رقاب البشر

ومن يتأمل عظمة مبادئ الإسلام بدقته وانضباطه وتوازنه وصدقه
سيدرك ان حكم التاريخ وحكم مقاليد الامور سوف تظل بقوة الاسلام الغالبة الصامدة إلى ان يرث الله الارض ومن عليها

 

 

: