وتتمثل الصدمة الثالثة (السيكولوجية) بإثبات فرويد نفسه بأن النفس البشرية ليست مركزأ قائمأ بذاتها بل أن العمق اللاشعوري لا النفسي هو المتحكم بها
أي ان نوعية تجاربنا وخبراتنا التي مررنا بها في مرحلة التنشئة المبكرة ( التي ننعم بها بالحب والسلام والدعم والتشجيع والسخاء من قبل والدين, ام كنا نشعر بالحرمان والايذاء النفسي والجسدي ولا يتوفر لنا الطعام الكافي وقد نشعر بالجوع في كثير من الاحيان) هذه الخبرات وما يتولد عنها من مشاعر وتصورات وتطلعات تبقى مخزنة في اللاوعي وتستمر تتحكم في سلوكنا حتى نهاية العمر..مثال البخل,, البخل في الغالب يكتسبها الطفل مبكرا لآسباب متباينة لكن الارجح انه مر بتجارب جوع وحرمان اليمة فلا يجد مثلا الطعام الكافي لسد جوعه المتكرر ومن هنا فهو سيتكيف مع هذه الاشكالية بالادخار لوقت الحاجة ووفق ذلك تتشكل اساسيات سماته الشخصية بموجب هذه الخبرات,, السؤال هل بالامكان تغيير او تعديل هذه السلوكيات التي تم اكتسابها في الصغر؟ حسب اعتقاد الكثير من علماء النفس انه قد يصعب تعديل هذه السلوكيات التي تم اكتسابها في مرحلة الطفولة المبكرة,,بينما يرى اخرين ان تعديلها امرا قائما اذا ما وجد التدريب والتعليم النفسي الجيد ولفترة طويلة فالموضوع يتعلق باحلال سلوك جديد محل سلوكا متجذرا اكتسب في اهم مراحل نمو الدماغ والذي اصبح أي الدماغ متشكلا وفق معطيات المرحلة التي نشأ فيها,, ويعتقد فرويد ان امراض الانسان النفسية تبدأ من مرحلة الطفولة نتيجة خبرات سيئة كالايذاء والحرمان والكبت الخ وانها غالبا ما تظهر بعد سن النضج..!!
سالم موسى القحطاني