الوصول إلي درجة العشق في العلاقات الشخصية والعملية يذهب المرء ويجعله يسبح في عالم آخر ، يطير كالفراشات بين البساتين بحثا عن أسير الرحيق ، ويلامس النجوم بعد أن ضل الطريق وإختفي عنه ضوء القمر ، ويتأمل السحب التي تجمع الخير بداخلها وتنتظر أمر ربها بالسقوط ، تنشأ علاقة حب بالمطر يحيي الأراضين بعدما صبرت علي التشقق والحرمان ، بحور من العشق منذ بداية التاريخ سطرت بحروف من نور ، وبالتواريخ ظلت خالدة وتتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل وقصة وراء قصة وحدوتة جنب حدوتة ، شعراء أبدعوا جمال قصائدهم في إتخاذ العشق سبيلا ، كتاب الروايات نسجوا مضمونها وحبكتها عن العشق فكانت تأشيرة نجاحها وتقبلها بين كل الفئات من مختلف الأعمار ، فالعشق يغمر المشاعر بعيدا عن الملذات ويغطي علي كل الهموم بعد إنتشارها بالأجساد ، لحظات من السعادة الأخاذة الساحرة تتمني ألا تتركك مثل الأحلام وتغرب عنك مثل أشعة الشمس ، الكثيرون من الأشخاص يعشقون أعمالهم ويضحوا من أجلها بالغالي والنفيس في سبيل المواظبة عليها وتقديس أوقاتها والعمل فيها بكل ضمير ومن ثم الإنجاز والإعجاز ، والشعور بقيمة ما يقدمه كل واحد حتي وإن بلغ من العمر آراذله يظل متعلق بالعمل ويخيل له أنه لو تم فقده سوف تنقض عليه الأمراض وتحاصره ومن ثم ينتظره الموت علي الأبواب ، وهذا ما يسمي عشق العمل وتحقيق الهدف والغاية ، أما الوجه الآخر هو عشق العاطفة وهي التي تتمكن من المرء وتقيده بسلاسل من الحب والعشق والهيام والسرحان ، يحب بلا حساب ، يهتم رغم البعاد ، يحتل القلب ولا ينسحب حتي لو تم الفراق ، وإلتف بعباءة الإختباء بعيدا عن الأنظار ، يظل العقل عاشق حتي لو كان المعشوق قريبا والوجوه متقابلة من بعضها البعض ، تتجدد المشاعر والآهات عبر إكسير العشق ونداء القلوب ، سيل من الأحضان لا تكفي عطش السنين وتوهان العقول ، قبلات لا تطفيء النار بل تزيدها إشتعالا وتوهجا ، قلب أخذ علي حين غرة من بين الضلوع وراح يبحث عن مأوي ودفيء يكسر برودة الشتاء القارص ، أنفاس يتلقفها العاشق بكل سرور ، الموت علي صدر الحبيب من أعظم الأمنيات ، أمانة في توصيل الإبتسامات عبر الجوابات أو شرائط الذكريات أو مواقع الكلام والفيديو وتعليقات من الشوق علي الصورة ، رقة في سماع الألحان وشجن الورود ورومانسيتها الآثرة ، ظل تحت أشعة الصيف الحارقة وغطاء من حرير الإحساس ، تفكير الخيال ينشط العقل ويغذي القلب فلا يخافا من قسوة الأيام ، أرواح عاشقة حتي لو وزع الأحباب في البلاد ، يسافر المرء في الأحلام ، يتمني فقط رؤية الإبتسامة تترسم علي شفاه المحبوب ويري سعادته حتي لو كان في نفس الوقت هو من الأحزان موجوع ، مستقبل يبعث علي الأمل في لقاء العشاق بعد طول البعاد ولوعة الإنتظار ، طعم الحياة في إنتظار اللقاء ورؤية الفرحة في العيون تزعرد ، لا مستحيل عبر الأزمان ، من زرع الإيمان في الوجدان هو الله سبحانه وتعالي وعشقه سوف يعينه علي المعوقات حتي اللقاء علي الصراط ، فالتضحيات أحيانا هي ثمرة النجاح رغم الفشل في إكتمال العلاقات ، التقدم في العمر لا يقضي علي العشاق فهو يظل في النفوس مكنون ، يظهر وقت الإحتياج ، عجلة الزمان في إحياء المشاعر لا قتلها تحت عجلات القطار ، كنوز العشق مدفونة في قاع المحيطات ، أمواج لا تهدأ ولا تستكين ، تحاول الوصول للمرسي للهدف المنشود ، يحاول المرء أبدا ألا يفقد العنوان ، حتي لو في الصحراء وجد العشق بين الدروب والثنايا والخيام وإمتزج بالعادات والتقاليد ، العشق ليس بالعيب ولا بالحرام فيا ليتنا نتذوق طعمه قبل فوات الآوان وسرقة العمر في الآفاق من غير ميعاد .............
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين