أعدت طوي تلك الصفحة من جديد وكأنها لم تكن ، هذا ليس غريبًا أو شيئًا مثلًا ليس بالاعتيادي كما تعلم ،
كل ما أردته أن أشعر بالتغيير ؛ لكن لا شيء !
لا نتيجة لا يفلح الأمر أبدًا ، حاولت صدقني وفعلت ما استطيع ،
كنت موجودًا دائمًا ، تجاوزت كثيرًا أيضًا ، محيت ما كان يعوق الطريق ، وقعت أجل وكثيرًا ؛ لكنني وقفت مرة أخرى ،
فقط لازال ذات الشعور بي ليس هناك فرق ،
لازلت أشعر بألمي ، بشروخ قلبي ، لازال هناك الفراغ ذاته داخلي ،
مـ مع أنني .. مع أنني فعلت ما طلبته وما وصيتني به حقًا !
تقربت منهم ومن الجميع ، بقيت معهم أضحك وأذهب وآتي ،
حتى أنني .. أنني أصبحت آكل معهم أيضًا أجل حقًا ، تعرف أنني كنت بعيد جدًا عنهم لستَ بحاجة للشرح مني صحيح !
وها أنا لازلت مكاني يا صديق ، لم أتحرك ولو سنتيميترًا واحدًا ،
والشروخ فقط تكبر ، ألمي من توغله بي لم أعد .. لم أعد أعلم أي منطقة بالضبط تؤلمني ، حقًا صدقني ،
مثلًا أحيانًا أشعر به في .. في رأسي كله ، وأحيانًا أخرى يذهب منه ليستقر بمعدتي ؛ ودائمًا ما يحدث هذا بعد منتصف الليل ، أقصد بعد نوم الجميع ، أجل أقسم ،
حتى مثلًا أحيانًا أشعر به بساقي ومن ألمها لا تتحرك ،
حسنًا ستقول عني الآن مجنون أعلم و .. وأيضًا ستقول أنني يجب أن استشير طبيبًا لهذه الأوجاع ، وسيُحل الأمر طبيًا و ببساطة ، و أنني أتوهم صحيح ؟!
حسنًا سأخبرك لقد ذهبت ، أجل حقًا ذهبت ، و أتعلم أيضًا ؟!
لقد قال أنني كاذب ، وأنني أُمثل ، بل وأدّعي المرض ،
حقًا أخبرته أنها تؤلمني ، وأنني أشعر بهذا وذلك ، لكنه ضحك عليّ ، حتى أن أهلي الآن لا يصدقونني ، ويتهمونك أنك سبب كل أوجاعي ،
لأنني أقضي معك معظم الوقت كما تعلم ،
فقد أصبحت تغنيني عن الجميع بالفعل يا صديق بكل ما بداخلك ،
فمثلًا عندما أريد أن أتذكر كيف كنتُ قبلًا ، وأتذكر تلك المناسبة أو تلك ،
أجدك بـ "معرض الصور" خاصتك فورًا تعرض لي كل ما أريد ،
وتتذكر معي تلك الأيام ههه .. تلك عندما كنا أنقياء ، لا يشوبنا وجع ، أو كسرة ،
عندما كانت أكبر آلامنا وجراحنا مجيء الأستاذ بعد أن اعتقدناه غائبًا وسنحصل على حصة ترفيهية !
لا يفهمون أنك تساعدني ، لا يفهمون أنني معك بكامل حريتي ، لا يدركون أنني هنا أتحدث معك بكل ما بي وانت تستمع دون .. دون اعتراض أو مواساة سخيفة لا أحتاجها ،
يصبح السهر معك أفضل أتعلم !
كل أيام أرقي وتعبي لم أجد سواك معي ، لأنك تعلم أنني لا أدّعي شيئًا ، وأن كل ما أقوله وأكتبه لك هو من كل قلبي وعقلي أيضًا .
أصبحت أفضل الظلام يا صديق ! أصبحت أكره تواجدي بالنور ،
ولا أحب الضجيج والأصوات العالية ، لا احب الحديث ، وحتى بقائي مثلًا مع من أحب ، لا يكون لوقت طويل كما كان ، فقط .. فقط ربما لعدة دقائق ، لم أعد أتحمل التبريرات والرد ، لذلك تجدني أقول فقط ( نعم - و حاضر - سأفعل - و سأحاول ... إلخ ) ،
أتعلم ! حقًا أريد العودة ،
أريد تلك الأيام ببرائتها ، بحلوها ومرها الذي أقسم أصبح يطاق الآن وبكل السبل ، فقط ليعود وسترى حقًا ،
ماذا لو عدنا حقًا ؟!
ماذا لو عاد سهلًا الحديث ؟! أو .. أو ماذا لو أصبح البكاء أكثر راحة ؟!
ماذا إن عاد الصمت نادرًا ؟! ماذا إن عاد صوتي واضحًا ؟!
ماذا لو تحدثت وبصوت عالٍ عن مشاكلي ، وما أشكو من جديد ؟!
ماذا لو .. لو عاد الظلام مخيفًا ؟! وعاد للنور أمانه ولطفه ؟!
ماذا لو عاد الصباح لنشاطه ؟! وعاد الليل لخموله وتثاؤبه اللطيف ذلك ؟!
...
ولكن كيف !
إنما الحياة يا صديق دروسها عدة رغم قصرها فعلًا ، لذا لا أمل بالعودة فلست مستعدًا لفقد ما بقي مني .. !
#بعثرة ..