ترجمته من الفرنسية : أروى نعمان

الكاتب: بولين

المصدر/ https://powcka.fr/apprendre-a-dire-non/


كيف يمكنك قول "لا"؟ 

إن قول "لا" ليس أمرًا سهلًا في الحقيقة، نشعر عادة بأننا مرغمون على قول "نعم". فكما تعلم ، أن شعورك بالتوتر يتسبب بخفقان قلبك في صدرك، وأن صوتك الداخلي يقول لك" قل لا. فأنت تدرك بأنه لا يتعين عليك قبول ذلك"، ولكنك قد تفوهت بـ " نعم" بعد فوات الأوان. 

سبق وأن حصل لنا ذلك حيث كان القلق سيد الموقف، وهذا القلق يتضاعف أكثر بمجرد قولنا "نعم" إذ لا يمكننا التراجع مخافة أن نبدو كشخص متذبذب الرأي أو شخصًا يجهل ما يريد.

أعتقد أنه من المهم أن نتعلم كيف نقول "لا" في جميع جوانب حياتنا سواءً على المستوى الشخصي أو المستوى المهني تفاديًا للمشكلات. وسوف أتحدث هنا عن المستوى المهني لأنه يسبب لنا الإحراج غالبا، وإذا أمكننا تفاديه، كان أفضل.

قد يظن الآخرين انه رغم شخصيتي الصارمة أنني لم أطور من نفسي حتى أتعلم كيف أقولها، قد يفاجئك ذلك، لكن كثيرًا ما قلت "نعم" لأمور لم أرغب القيام بها. لذا فإن الشخصية لا علاقة لها بالأمر. وأعتقد بأن العديد منا يقول "نعم" رغبة في إسعاد غيرهم أو لأن قول "لا" يشعرنا بالسوء.

جوهر الأمر لا يكمن في تلك الأسباب غير المهمة التي تجعلنا نقول "لا". بل في التفاصيل، فيجب علينا ألا نبرر كل ما نفعله للجميع ولابد أن نتصرف على أساس ذلك.

وغالبًا ما يقتصر الدور في بيئة العمل على مهام لا بد من القيام بها. فالنهج النمطي الذي يجبرنا على الامتثال يطاردنا، وعلى أي حال فهو يطاردني منذ فترة طويلة.

 قول " لا" تأكيدٌ للذات

 أفضل شخصيًّا أن يقال لي" اسمعي بولين، أود أن أقول لك "لا" فأنا لا أملك الخبرة الكافية، ولكن يمكنك أن توكلين المهمة إلى ديفيد فهو ذا كفاءة عالية في هذا المجال" على أن يُقال لي "نعم" من أجل إرضائي.

الجميع يفضل ذلك، أليس كذلك؟ .

لماذا يصعب علينا قول "لا"؟

" لم أتجرأ" – " لا أريد أن أجرح مشاعره" - " لقد اضطررت إلى ذلك لرد جميل ما فعلته من أجلي "

هل تذكرك هذه الكلمات بشيء؟ أعلم أنه في كثير من المواقف لم نجرؤ على قول " لا" خشية خذلان الآخرين. وغالبًا ما نُصاب بالإرهاق أثناء العمل بسبب العجز عن قول" لا".

"عندما تقول نعم للآخرين، تأكد من أنك لا تقول" لا" لنفسك" باولو كويلو

بسبب انعدام الثقة بالنفس:

- الاعتقاد الخاطئ بأن ليس لنا أحقية قول "لا".

- الاعتقاد بأننا أقل من الآخرين.

بسبب مخاوفنا:

- انتقاد الناس بعد قولنا "لا".

- الاضطرار إلى التبرير.

- النزاع المحتمل نشأته عقب قول "لا".

بسبب اعتقاداتنا:

- رضا الآخرين في المقدمة.

- الاعتقاد بأنه من الخطأ أن نقول "لا" في موقف معين.

كيف نقول لا؟.

على الفرد أن يختار معاركه في الحياة. فرسائل البريد الإلكتروني في العمل يمكن أن تتحول إلى قائمة مهام طويلة إذا بدأت بقول "نعم" لجميع طلبات التقديم، فأنت لا تعرف الوقت الذي ستنهي فيه العمل. 

وهناك احتمالات عدة لمن يرغب بقول " لا" دون أن يجرح مشاعر الآخرين:

-الوقت ليس مناسباً:

تقال "لا" في حال عجزك عن الالتزام في تلك اللحظة مع أفضلية تحديد وقتًا آخر إذا كان ذلك ممكنًا، وليست حال قولك "لا" بحزم، فأنت حينها في غنى عن التفكير في رد مناسب.

-دعني أفكر في الأمر:

هذه طريقة جيدة لإلقاء نظرة على الاحتمالات، وأخذ الوقت الكافي للتفكير في الأمر بعد ذلك. فإذا كنت مترددًا حول رغبتك بالإجابة بـ "نعم"، فسوف يتسنى لك كسب بعض الوقت لقول "لا" في نهاية المطاف.

-لا، ولكن بإمكاني أن أرشح لك هذا الشخص:

غالبًا ما أستخدم هذه الصيغة لقول "لا". وقولي ذلك من أجل أداء العمل على وجهه الصحيح وليس للتقاعس عن العمل. فأنا أفضل أن أفعل شيئًا أتقنه، أكثر من كونه مجرد التزام، في حين أني أستطيع القيام بذلك إلى حد ما. وحينها ستصبح حسن السمعة لأن العالم صغير جدًا حينما ترتكب خطأ ما.

من المهم جدًا أن تكون قادرًا على تتبع رغباتك التي تتماشى مع قيمك دائمًا. ولا بد من أخذ الوقت الكافي للتفكير قبل الرد، لذا عليك أن تتحلى بالشجاعة وتقول إنك بحاجة إلى التفكير.

 ولا جدوى من البحث عن مبررات، وذلك بالتأكيد حسب الظروف، ولكن ليس بالضرورة دائمًا أن تبرر، فلديك كل الحق في قول لا أو نعم.

أخيرًا، أنصحك بألا تستسلم وألا تبحث عن حجة جديدة لكل شخص يلح عليك. ومرة أخرى، لديك الحق لتقول "لا" دون أن تكون مجبرًا على التبرير. كما أن حججك المقنعة ليست بالضرورة أن تكون مقنعة لغيرك، إنما هي مسألة فيها وجهة نظر.

وبالنسبة لك، هل تجد صعوبة في قول "لا"؟ هل لديك طريقة لقول "لا" دون جرح مشاعر الآخرين؟ .