يصل الإنسان الكادح إلي فرحه بطلوع الروح ، كم من أهوال مضي في طريقها ! كم من شقاء أدمي أرجله ! كم من حمل ثقيل رفعته يداه ألما رغما للإحتياج ! طوبي لمن وجد مطبات في الطريق ولم يهديء من روعه ويتدبر في البلاء والإبتلاء ، كثرة العلم ومشاكل الحياة فوق الإحتمال تؤدي بصاحبها إلي الجنون ، ملابس مرقعة ومقطعة غزت الأسواق والشوارع بكثافة ، ما بقي في صالحهم سوي عزة النفس وإعلاء الكرامة ، علي جنبات الطريق وتحت الكباري إتخذوا مساكنهم ، قبور علي سطح الحياة أشد بؤسا من نظيرتها في الحقيقة التي لها سقف وباب ولحاف من التراب يغطي الأجساد ، نظرة حيرة مع رقة قلب بجانب دمعة عين هم كل المستطاع ، من المسؤول عن المشردين ، هل يفرح الأمناء بسكان الشوارع ، ثروات منهوبة وفلل وقصور من الطمع خالية من السكان ، حسدوا البسطاء علي الأرض التي تأويهم وأرادوا إغتصابها وتقديمها لللصوص الإستثمار علي طبق من ذهب ، مقابل نفي بعيدا عن الأنظار ، لولا المكسب الكبير ما فكروا في الإنتقال ، أسود تريد الإفتراس وتزأر بسرعة كبيرة فالفريسة في غاية الوهن والضعف ، انقضاض بقوة في مقابل مقاومة هشة في الإستقبال ، عمل في سبيل الله آخر الأمنيات ، عشوائيات زادت في الفقر والإنحدار ، أطفال في الشوارع ملقون ، جهل مع فساد مع إندثار أخلاق ، تكبرت النفوس وزادت في النفاق والمكر والدهاء ، براءة قذفوها في البحار ، الحيتان تتغذي علي الأرواح ، أجيال إمتلئت بالأحقاد ، ظاهرة لا تجدها غير في بلادنا من العنوانين الرئيسية ، ضحايا تراكم السنين وعدم الحساب ، بعيدون عن الخريطة ومنسيين ، وخارج البيوت مالهم نصيب فالحافلات وجدت مكانا للركن وهم علي القضبان جالسون ، عرايا ولا يتألمون ووسط الطريق وبين السيارات يتحركون ، يمسكون أعلام دلالة علي هزيمة وطن بدلا من رفع الأعلام بعد الإنتصار في المعركة ، عشش بالية وغير ظاهرة وغير معلومة يموت الواحد منهم ويدفن في مكانة ، رعاية وإهتمام بعلية القوم أما السافلين في اللاشيء محرومون بين البلاد يسعون ، شربة ماء حلم من المستحيلات ، والبعض إن إغتنمها كانت له عذابا حتي الموت مصيرا ، رفقة وشفقة أصبحت من الغايات ، زكاة وصدمة أغلقت أبوابهما في وجه المحتاجين ، إحساس الأخ بأخيه بقا من المنكرات ، سعادة تعملقت في الأهل والأبناء وما عدا ذلك فليذهب أو ليذهبوا كلهم إلي الجحيم ، شهامة جعلت الشاب البالغ لا يحترم الشايب ولا الشايبات ويجلس ويجعلهم يتصدعون وقوفا في المواصلات ، ضمير إنساني تم تغليفه في السلوفان وفي الخزائن حفظ باتقان ، يا خسارة الحقوق سرقت في عز النهار بعدما نصبوا الخطط في الظلمات ، بشر ارتدوا ملابس شياطين ، جرح لا يطيب ولا يعالج فلا داعي فانه مع الزمان سوف يمر مرور الكرام ويلحقه جرح ثاني يصبره علي الشدائد ، أمل حبسوها في السجون ، وأدهم الشرقاوي ضرب ضربته وفي الآخر برضو أمسكوه ، إعلام يمجد في الأشخاص ويظهر الإيجابيات الغير موجودة ويترك السلبيات عن قصد مبين ، ثعابين الزمان تتلون مع كل زمان ، إحتلال ثاني بشكل آخر ، كيف ينهض وطن وهو محطم الأضلاع ، أبو زيد الهلالي مش راجع ثاني ولا الزناتي هيعود ، وعبد الرحمن الأبنودي ظل سواح في نجوع الصعيد والجزيرة العربية وتونس يجمع السيرة في كتاب ، قالها للأسف الإستعمار عاد كما كان ، هيهات من السؤال ، فالإجابة بقت في الإمتناع ، نرجوا بصيص رأفة ورحمة وتكريم عابر السبيل والمسكين والفقير والمحتاج ، إنسانية في أبسط الحقوق من الجميع من المسؤول ومن المواطنيين ، تكافل وحضن ثمرة الورود والمشي علي الأشواك ، حرية في العلم والتقدم والميادين والبراح ، لابد من دين يعلو فوق الجميع ، دستور يحترمه الجميع ، وموت وآخرة نعمل لها الكثير ، رفقا بالبسطاء والمهمشين والمجانين والمتسولين والأطفال للحنين والعطف مكملين الطريق ...............