هي مجموعة الرسائل الى حبيبتي التي لن اذكر اسمها ( لتجنب انو اخوها يعرف و يلعن ابو اللي نفضني و اللي يضحك ان شاء الله يفيق بيه اخو صحبتو ) ، كتبت اغلبها قبل سنوات طويلة ، و رغم ان علاقتنا قد علّقت الا ان هذه الرسائل بقيت الشاهد الوحيد على ذلك الحب 

و قد لاحظت تطور كتاباتي و تخليّ عن الكثير من الافكار التي كانت تشكل قاعدتي المعرفية آنذاك و ما كنت اعتقد لقلة خبرتي انها مبادئ . اترككم مع الرسالة الاولى 
( نسيت التاريخ الذي كتبت به هذه الرسالة )

يا سليلة الجمال

في لحظة من لحظات الحلم ، و بينما ارتخت بي قيود الزمان و المكان ، وقع نظري على من غيرت الدنيا في عيني . و لان محمود درويش قال : ( لا شيء يثبت اني احبك غير الكتابة ) و ايمانا مني بان من حق من جاد جمالها عليّ بالكلمات ان تعرف ما يفعله ذاك الجمال برجل مثلي ، قررت ان ارسل لك رسائلي ، و ان يقرأها جميع الناس ، لأنني اريد ان تصرخ كلماتي امام هذا العالم و ليعلم الجميع بأني احبك ...
و في المسافات التي تقطعها روحي جيئة و ذهابا بين عالمك المليء بالجمال و قلبي الذي يتضور عشقا ، تقع الورقة التي اكتب عليها ما تملينه ، ملقيا بحذري كرجل عربي يخشى على رجولته من الحب ، كتبت ، و انا واثق بان كل شيء سيصلك عبر رسالة حب شغوفة من بضعة اسطر و كلمات و نقاط فاصلة ، تحكي الفراغ الذي يفصل بين الحب و الحب 
حبيبتي 
بكل ما اوتيت من الحب ... احبك

نحن ننتمي الى اوائل الامور ، الى اليوم الاول من الدراسة ، الى اليوم الاول في العمل ، الى اليوم الاول من الزواج ... و الى النظرة الاولى من الحب 
اذكر جيدا اول نظرة كانت بيننا ، كنا يافعين تملؤنا الحياة ، كانت شرارة استعصى فهمها علينا ، و قد حاولنا مرارا الاشاحة بأبصارنا و لكننا نلــفيها تلتقي من جديد ، كان هناك ما يعيد وصلها رغما عنا ، و كأنه يلقى بنا لأمر في علم الله قد قدّر ... لم ندر حينها باننا نسطر اول الكلمات في صفحة الحب البيضاء و التي جدلنا بها حبل المودة الذي يربطنا الى هذا اليوم .

قامت الدنيا و لم تقعد الا بجوارنا ، تتأملنا ، و تتعلم منا الحب

كان الكلام معك يحتاج الى لكثير من الشجاعة ، كانت احشائي تتلوى ، و معدتي تتمغص ، لا ادري ما العلاقة بين الحب و المعدة ، هل تتغذى الروح حقا ؟ فان كانت تفعل فأنا على يقين بان غذاءها لن يكون الا حبا ...

استجمعت قواي و حزمت كلماتي عازما ، و ما ان نظرت في عينيك حتى ضاع الكلام ، حاولت ادراك كلماتي فضعت معها . بيد ان اعيننا قالتا ما عجزت عنه جميع لغات العالم . . لاول مرة احس بان روحي متعلقة بشخص كان واضحا بأننا لا نشارك هذا العالم ضجره ، و لا ندري ما يحيط بنا ، فقد امتزجت روحي بروحك بم لا يمكن فصله .