حينما كنتُ صغيرا ً كنت أتساءل دائما ً لماذا يمنعون المرأة في السعودية من قيادة السيارة؟ لكنني لم أجد إجابة. وقيادة المرأة للسيارة ِ يعد من أبسط الحقوق التي تطالب بها المرأة السعودية في مجتمعها ويتم رفضه على مدار سنين ٍ طويلة. إن الرفض القائم يرتكز ببنيتهِ على"الدين" لكننا لم نجد نصا ً واحدا ً من القرآن أو حديثا ً واحدا يمنع  المرأة من القيادة. فتم اللجوء لموضوع الفتنة والتحرش لتغطية الخيبة الدينية التي وجدوها في النصوص.
الافتراض الأول هو الفتنة القائم  على أنّ المرأة لو أنها قادت ستزداد الفتنة بمعنى أن شكل المرأة في السيارة يسبب فتنة, بمعنى أن المرأة حين تمشي ليست فتنة , حينما  تخرج إلى السوق ليس فتنة وحينما تكون مع سائق خاص  في السيارة ليست فتنة, وإنما الفتنة لو قادت سيارة  بنفسها. إن محاولة إسقاط هذا المفهوم على المجتمع ماهو إلا استخفاف بالعقول . نعود للنقطة الثانية   التحرش, يجب علينا أن نعي أن التحرش ليس له علاقة بالسيارة أوبدون سيارة إن التحرش يدخل ضمان الإطار الأخلاقي  وضمن  الإمساك النفسي للشخص نفسه وتساعد البئية , المجتمع والمدرسة, على تطوير الأخلاق فهذا  يأتي  خارج إطار القيادة بمعنى أننا نرى التحرش عندنا أكثر من الغرب بالرغم من أننا نجد السعودية أكثر دولة تستخدم الإسلام  كقانون  وحياة. بالتالي هنا ندخل في النسبية والتي تتفاوت من بيئة ٍ إلى بيئة وهذا يجعلنا نتساءل لماذا لايكون الغرب أكثر منا تحرشا ً بالرغم من كون أن  الدين   هو الحياة في المجتمع السعودي, وهذا يحيلنا مباشرة ً  أن الموضوع لا يقاس بالقيادة لكن بالتفاوت الأخلاقي وصراع  " الشر_ الخير" في  المجتمع. وهذا مايجلعنا نقول أن  التحرش والفتنة ليس لهما علاقة بالقيادة إن التحرش والفتنة  نجدهم الآن  قبل  القيادة وربما نجده بعد القيادة . سأضرب لكم مثلا ً شاهدته أمام عيني  وهو مثال ٌ قريب من المجتمع السعودي.  في اليمن هناك  60 مليون قطعة سلاح  بمعدل ثلاثة قطع سلاح لكل فرد ٍ في المجتمع . وهناك مايعادل  الخمسين بالمائة من القبائل تشكل تكوين المجتمع اليمني أي أنهم ليسوا ذو تعليم وإنما تربية قرى وليست مدنية. والثأر   والعار والقتل  هناك  مواد قانونية تبيح فيها القتل لأحد الأسباب التي ذكرتها أي ليست عليها عقاب مادي كبير. ومن هنا نرى  أن موضوع القتل سهل كشرب  الماء . لكنما الغريب في الأمر أن المرأة تقود السيارة منذ فترة ٍ طويلة وليس هناك تحرش أو مايسمى بالفتنة الوضع طبيعي بشكل كبير وأشبه مايكون بالشيء اليومي والذي اعتاد عليه المجتمع  دون غرابة. تجد النساء يذهبن لتغظية احتياجاتهن في المواصلات العامة من خلال السيارة ولم أجد مشكلة ً واحدة في ذلك بالرغم من أن السلاح منتشر بشكل كبير, هل يعتقد البعض أن  هناك أسلحة وانفلات أمنيٌ كبير بالسعودية حتى يتم المنع هناك قوانين تحمي المرأة قوية تمشي على الجميع والقيادة تستطيع الحكومة تسخيرها . أن التبرير والرمي الاتهامات بالتغريب ماهو إلا محض سخافة ٍ يحاولون من خلالها أن يجعلوا المرأة كدميةٍ يحركونها كما شاءوا ! !