بقلم/ حسام السندنهورى

فى الأول من سبتمبر لهذا العام 2019 يكون قد مرت خمسون عاماً على ثورة الفاتح من سبتمبر بقيادة الأخ القائد / معمر القذافى فى ليبيا الشقيقة.

و السؤال الذى يُلح علىّ ألا و هو:- لماذا آلت الأمور فى نهاية المطاف إلى ما آلت اليه من نهاية مأساوية إنتهت بإستشهاد القذافى بهذه الصورة البشعة ؟.

و السؤال الثانى هو :- إذا كان الشهيد/القذافى هو المشكلة فى ليبيا فلماذا لم تستقر الأمور فى ليبيا بعد إستشهاده و تركه عالمنا بما فيه؟.

ولنعود لبداية القصة ، ففى الأول من سبتمبر لعام 1969 م قاد القذافى حركة عسكرية فى ليبيا ضد نظام الحكم الملكى فى ليبيا آنذاك بقيادة الملك /محمد إدريس السنوسى ، و البعض يسمى هذه الحركة العسكرية بالإنقلاب ، و أياً كانت التسميات فإن الشعب الليبى رحب بهذه الحركة و دعمها و توالت برقيات التأييد من المؤتمرات الشعبية الليبية كما قال القذافى فى إحدى خطبه أيام تمرد فبراير2011 .

كما رحب بها القائد و الزعيم / جمال عبد الناصر حيث وصف القذافى بالأمين على القومية العربية وعلى الثورة العربية وعلى الوحدة العربية وذلك يونيوعام1970.

و الحقيقة أنه فى محاولة للإجابة على السؤال الأول ، فأعتقد أن القذافى وقع فى خطأ عدم تداول السلطة ، و أعلم أن نظام الحكم فى ليبيا أو الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى كما أطلق عليها القذافى فيما بعد ، أن الحكم فيها للمؤتمرات الشعبية ( السلطة فى يد الشعب ) إلا أننا لو نظرنا إلى واقع الأمر فإننا نجد أن الممثل للشعب الليبى كان القذافى و كانت الشعوب و الدول الأخرى تعاملة على أنه الرئيس الليبى و الممثل للشعب الليبى ، كما أن ظهور أولاده على الساحة الليبية السياسية فاقم من تطور الأمور للأسوأ ، لدرجة أن البعض كان يؤهل سيف الإسلام نجل القذافى ليتولى زمام الأمور خلفاً له.

وهو نفس الفخ و المشكلة التى وقع فيها الرئيس المخلوع /مبارك فى مصر مع نجله /جمال و لكن الجيش المصرى العظيم وقف مع الثوار فى ثورة 25 يناير المجيدة على يد سيادة المشير / محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع آنذاك و كما وقف الجيش المصرى مع ثوار 30 يونيو بقيادة المشير /عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك و الرئيس الحالى لجمهورية مصر العربية ضد نظام المعزول د./محمد مرسى.

إلا أن الامور فى ليبيا عقب تمرد  17 فبراير 2011 ضد الشهيد / معمر القذافى أعتقد أنها خرجت عن نطاق السيطرة ، كما تنفرط السبحة من خيطها .

ولأن القذافى لم ينتبه إلى هذا الأمر فإن الأمور سارت كما لا ينبغى فى ليبيا و أرى أن الأمور لو كانت سارت فى إتجاها الصحيح و بَعُد الأبناء و على رأسهم سيف الاسلام لما تطورت الأمور إلى هذا الشكل المأساوى .

فهذا قد يكون أحد الأسباب التى أدت الى تدهور الأمور إلى هذا الحد المأساوى فى ليبيا فى أواخر أيام القذافى. فالسياسة لا تورث و لن تقبل الشعوب بهذا الأمر.

كما أن الإنتقام من شخص القذافى فى حد ذاته كان هدفا لبعض القوى الإستعمارية التى تريد الشر بليبيا التى كان القذافى يقف حائط صد ضد تلك الأطماع.

ولربما كان هناك سبب آخر ألا و هو عامل السن ( العمر) فقد تقدم العمر بالقذافى فهو كما ذكرموقع ويكيبيديا من مواليد 7 يونيو 1942 فهو قبل استشهادة قد قارب السبعون عاماً و هو سن يصعب معه ممارسة العمل السياسى بمتطلباته الشاقة ،فقد كان من الأجدر أن يبتعد عن المشهد السياسى الليبى و يعتكف ليترك الفرصة للأجيال الشابة القادمة لإدارة فنون الحكم ، إلا أن القذافى كان يرى حسب ما كان يقوله فى خطبه الأخيرة أنه لا يحمل منصب سياسى و إلا كان قد تقدم بإستقالته و أنه زعيم الثورة الليبية (يقصد ثورة الفاتح ) و رمزاً لها فقط ، و أنه ليس لديه سوى بندقيته ليدافع بها عن نفسه حتى آخر قطرة فى دمه ، و هو ما حدث بالفعل .

أما عن إجابة السؤال الثانى ، فأعتقد أن الصراع على ليبيا أساسه طمع بعضاً من أفراد المجتمع الدولى فى خير و ثروات ليبيا هو السبب الرئيسى لإستمرار الصراع هناك على الأراضى الليبية حتى بعد رحيل القذافى لأن الهدف هو خيرات ليبيا التى كان يحميها القذافى بقوته السياسية التى أعادت لليبيا هيبتها وسط المجتمع الدولى.

و فى هذا المقال نحيى ذكرى ثورة الفاتح فى عيدها الخمسين و التى قادها المناضل العربى الأخ القائد الشهيد / معمر القذافى فى الفاتح من سبتمبر 1969 م .

ولا يسعنى إلا أن أقول رحم الله الأبطال العرب الجدد بدءاً من الزعيم /جمال عبد الناصر مروراً بالرئيس الراحل / أنور السادات و إنتهاءاً بالزعيم الليبى / معمر القذافى .