هناك دول اقليمية تدعم الارهاب بشكل منظم وبكل ما اوتيت من امكانيات,والعالم يعرف ذلك ولكنه يغض الطرف ان لم نقل يساهم بصورة غير مباشرة في تدمير مقدرات شعوب البلدان المستهدفه,لان المتقاتلين عرب وإسلاميون(فخار ايكسر بعضه) والنتيجة بالطبع ملايين القتلى والنازحين والمشردين وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان,والسماح لبعض المشردين بالإقامة بالدول الغربية ليكونوا التروس التي تدير دواليب الانتاج بأرخص الاثمان كما فعل الغرب الاستعماري بأبناء القارة السمراء منذ زمن.
تركيا وعلى لسان رئيسها اردوغان تنصب نفسها وصية على الشعب الليبي والتشبث بحكومة الوصاية التي يقودها الاخوان المسلمون والجماعة الليبية المقاتلة التي تدربت في تورا بورا بأفغانستان فأفرخت مجموعة من المجرمين,اتت على الاخضر واليابس.
تمعن تركيا في مناصبة الشعب الليبي العداء,فهي تستقبل وبالأحضان الرموز الارهابية عديمي الوطنية ويقيم على اراضيها من نهبوا ثروة الليبيين لاستثمارها هناك ,كما انها تزود الحكومة في طرابلس التي تتبادل المصالح مع الميليشيات المسلحة بكافة انواع الاسلحة جوا وبحرا وكذلك تسفير التكفيريين الاسلاميين الذين اصبحوا شبه محاصرين في بقعة محدودة بادلب السورية الى ليبيا لتزداد مأساة الليبيين.
الجيش الوطني الذي اثبت على مدى اربع سنوات من اعادة بث الروح فيه,انه يسعى الى اعادة بناء الدولة التي ساهم المجتمع الدولي في انهيارها ونهب خيراتها ومحاولة تقسيمها,وان الحديث عن استغراقه وقت طويل جدا لتحرير بنغازي لا يعد انتقاصا من قيمته,بل يدل على انه ذو نفس طويل وان قلة امكانياته انذاك لم تثنه عن القيام بواجبه نحو سكان بنغازي الذين استنجدوا به لدحر ميليشيات اتخذت من الدين قناعا لها وقامت بأعمال اجرامية تنزع عنها صفة الانسانية.
حرب تحرير العاصمة كشفت للعالم اجمع بان حكومة الوصاية متحالفة مع تنظيمات مصنفة دوليا ارهابية,وأخرى اجرمت ولا تزال في حق الشعب الليبي من اعمال قتل وتشريد وقبض على الهوية وتدمير للممتلكات العامة والخاصة. السيطرة على الاجواء التي يسعى الجيش الى تحقيقها اثبتت للحكومة العميلة وأعوانها الاقليميين الذين يمدونها بكافة الوسائل وعلى الاشهاد,ان ساعة النصر قد اقتربت كثيرا وان لا مجال للخونة وضعاف النفوس للاستمرار في عبثهم.
حكومة الوصاية استخدمت سلاح الطيران في قتل المدنيين بالمناطق التي حررها الجيش الوطني جزاءا لترحيبهم به,تلك الغارات لم تثن المدنيين بل رفعوا الصوت في وجه الحكومة وأعلنوا مساندتهم المطلقة للجيش في القضاء على المجاميع الارهابية وإحلال الامن بالعاصمة وضواحيها,لم تسر الامور كما ارادها الرئاسي وأعوانه,الخناق يضيق عليهم كل مطلع شمس, لجئوا الى استهداف قاعدة الجفرة الجوية بطيران مسيّر تركي (درون) نعتبرها جد يائسة,فأتت بنتائج عكسية فمدينة مصراته التي نعتبرها مختطفة من قبل جماعة الاسلام السياسي وتمثل القاعدة الامامية للتكفييرن في ليبيا وتنطلق من قاعدتها الجوية الغارات العشوائية على الامنين لم يستهدفها الجيش,بل ظل حريصا على سلامة اهلها المغلوبين على امرهم,فجاء الرد حاسما وسريعا باستهداف قاعدة مصراته الجوية تدمير الطيران المسيّر والرادارات ومنصات اطلاق الصواريخ بدقة جد متناهية,وأخيرا وليس اخرا ضرب طائرة شحن عسكرية قادمة من تركيا فور هبوطها بالقاعدة قبل ان تفرغ حمولتها,لقد اصابهم الهلع وان لا منقذ لهم,لسان الحال يقول هذه بتلك والبادئ اظلم,وستعود مصراته قريبا الى حضن الوطن بعد ان يتركها عباد المال وأعوان الاستعمار والمتسترين بالدين,المنصبين انفسهم مشائخ واعيان,وقد تأكدوا ان اوراقهم قد كشفت وأنهم مطالبون بترجيع كل ما نهبوه من اموال الشعب وما سببوه من مآسي لبني جلدتهم.
لقد آل الجيش العربي الليبي على نفسه رغم تضحياته الجمة ان لا تراجع عن اجتثاث الميلشيات من جذورها وإزالة الرئاسي الذي يحاول جاهدا اضفاء الشرعية عليها,لغرض التطوير,لينعم الشعب بخيراته وليختار بمحض ارادته النظام السياسي الذي يريد,ولتتم محاسبة كل من اجرم في حق الشعب.