على هامش مقال لي نشرته بفيس بوك في مجموعة حوارية تضم أشتات النصارى والملحدين ومنكري السنة والشيعة واللا أدريين، جرى هذا الحوار في هامش المقال مع ملحد معترض على بلاغة القرآن، وإعجازه.
المقال هو ملخص لكتاب قيّم ألفه د. خليل إبراهيم ينافح ويذّب فيه عن القرآن الكريم، سارداً فيه حوارات مطوّلة مع صديقه النصراني، واسماه «لماذا أسلم صديقي ورأي الفاتيكان في تحديات القرآن». والباعث على قيامي بتلخيصه وقتها كان هو أيضاً حوار في منتدى دعوي مع ملحد - يا للصدفة! - قام بتأليف سورة يعارض بها القرآن، مقارناً ركاكته اللغوية ببيان القرآن البليغ!
خلاصة الكتاب ولُبابه أن تحدي القرآن للعالمين على الإتيان بمثل كلام الله تدرّج على أربع مراحل، فكلما عجز الكفار في مرحلة خفف الله - تقدست اسماؤه - من تحديه لهم. ففي الأُولى تحدى الله الإنس والجن بأن يأتوا بمثل القرآن، ثم خفف التحدي إلى عشر سور مفتريات حينما رموا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه افترى كلاماً ونسبه إلى الله! ، ثم خفف عليهم فطالبهم بسورة مثله، فلما عجزوا طالبهم أخيراً بسورة (من مثله) أي شبيهة للقرآن وليست مثله تماماً. وعجزوا طبعاً.
والملحدون يثيرهم دوماً، جميعهم، إعجاز القرآن الكريم فمن يقول بأن لا وجود للخالق، فكلام الخالق يجعله يرتّج ويضطرب، لأن ما في القرآن من إلزامات عقلية وحجج دامغة تقهر الملحدين، فالحمد لله.
فكان هذا الحوار مع ألكسندر الذي ابتدره في هامش المقال، اسأل الله له الهداية وأن ينير بصيرته بنور الإسلام العظيم، وربيع القرآن الكريم.
📌 ألكسندر:
فعلاً معجز لذلك كانت قريش العرب الاقحاح تستهزئ به بشهادة القرآن نفسه: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ 🙃
🏹 زياد:
لو نشااااااااااء لقلنا 😂 لماذا لم يقولوا إذن والقرآن يتحداهم أن يأتوا بسورة مثله؟ حتى لو بطول (سورة الكوثر)؟ 😂
كانوا يستهزئون نعم هذا معروف
ولكن عجزاً وحسداً، وليس تفوقاً
ولا استعلاءً على لغة القرآن ..
فهم يدركون أنهم لا يقدرون على مثله، لأنها لغتهم .. والاستهزاء لم يكن من (لغة القرآن) بل بأمر الله لهم بنبذ الأصنام وعبادة الله 😉
وشهاداتهم في لغة القرآن، كثيرة ومتواترة ومعروفة، لم يشذ عن ذلك واحد منهم.
وللوليد بن المغيرة قول طويل في ذلك بعد سماعه القرآن : (... إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته).
ومثل هذه الشهادات 👆
تملأ مجلدات 😂
📌 ألكسندر:
أنظر ما قاله الوليد بن المغيرة بشهادة القرآن: فَقَالَ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَٰذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ 😂😂😂😂
أنتم تقولون ان القرآن معجزة و نحن لم نسمع بأن العرب الأقحاح الذين نزل القرآن فيهم أنهم خروا سجداً عند سماعه ولم نقرأ في المرويات الإسلامية نفسها أنهم قالوا قد عجزنا أن نأتي بمثله وعلى العكس من ذلك قالوا (لو نشاء لقلنا مثل هذا ان هذا إلا أساطير الأولين) كاعتراف من القرآن أنهم لم يُصعقوا من معجزته العربية البلاغية بل استهانوا بها و استهزئوا بالقرآن بإعترافه.
🤣🤣🤣
🏹 زياد:
(١)
قلت: (لم نسمع بأن العرب خروا سجداَ عند سماعه ...). وكلامك غريب فمن هم الصحابة إذن 🤔 غير عرب يا ترى 🤔
(٢)
نعم الوليد قال (إنه سحر يؤثر) ولقوله قصة مذكورة في سورة المدثر. وإليك الأثر لتعلم أن الوليد استيقن أن القرآن كلام الله، ولكنه جحد آيات الله كفراً، وما قوله أنه سحر إلا رغبة في الدنيا وإرضاء لنفسه التي استكبرت على الله:
عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه، فقال: يا عم، إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالًا! قال: لم؟ قال: ليعطوكه، فإنك أتيت محمدًا تتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالًا، قال: فقل فيه قولًا يبلغ قومك أنك منكر له، أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟! فوالله، ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه، ولا بقصيده، ولا بأشعار الجن مني، والله، ما يشبه الذي يقول شيئًا من هذا، والله، إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته، قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه! قال: فدعني حتى أفكر، فلما فكر، قال: (هذا سحر يؤثر) يأثره عن غيره، فنزلت: ذرني ومن خلقت وحيدًا.
لماذا لم يأتوا بسورة أو آية؟
أو يأتوا بما هو أكثر بلاغة من القرآن؟
إنه الإعجاز 😊
📌 ألكسندر:
لو كان هناك إعجاز ما كانوا يستهزئون به 😊 ولقد أشار أبو بكر الرازي الى ذلك بالقول:
"إنكم تدعون ان المعجزة قائمة وموجودة وهي القرآن، وتقولون: من أنكر ذلك فليأت بمثله، إن اردتم بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا ان نأتيكم بالف مثله من كلام البلغاء والفصحاء والشعراء وماهو أطلق منه الفاظاً، واشد اختصاراً في المعاني، وابلغ أداءً وعبارة واشكل سجعاً، فان لم ترضوا بذلك فانا نطالبكم بالمثل الذي تطالبونا به“.
🏹 زياد:
الرازي قال هذا 👆
أين؟! 🤔
أما قولك: (لو كان هناك إعجاز ما كانوا يستهزئون به) 😂 هل الاستهزاء حجة 🤔
إذا استهزأ بك شخص، هل يكون فعله حجة لكل الناس على مجاراته؟!
ثم ..
إذا كنت ترى أن استهزاء (بعض) الناس بالقرآن سبباً لك لعدم الإيمان به، فهذا فقط لأنك أنت اخترت ذلك.
لأنه ..
هناك أيضاً (بعض) الناس لم يستهزئوا بالقرآن، وآمنوا به وباعجازه.
لا حجة لك في اتخاذ قولهم برهاناً. فالله ردّ على الوليد - الذي تردد مقولته - بقوله: (سأصليه سقر) جزاء وفاقاَ له.
📌 ألكسندر:
لا يمكن أن يكون شيء معجز وأن يستهزئ به أحد خصوصاً لو كان من عند إله كلي الكمال و العلم 😉 بغض النظر عن الرازي أقال ذلك ام لا. أجب عن منطقه🙃
🏹 زياد:
قلت: (لا يمكن لشيء معجز أن يستهزئ به أحد) 🙄 بل يمكن، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. ليس هنالك تلازم بين الإعجاز والإيمان، فهناك من يرى آيات الله وينصاع لها، وهناك من يراها ويجحد بعد ذلك. بل إن الإستهزاء من المعجزة هو دليل عجز المستهزئين، وليس عدم إعجاز المعجزة.
افهم ..
القرآن مُتحدّى به، والفيصل هو (الإتيان) بمثله، أو بسورة مثله. وقد واسى الله الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين) لأن استهزاءهم ليس بشيء.
وبالنسبة لما نسبته للرازي، فهو لم يقل ذلك لأنه علم من أعلام الإسلام وليس منكراً للقرآن مثلك 🙄 فقل كلامك على لسانك، أو تحرى فيما تنقله 😂
عموماً، في الكلام المنسوب - زوراً وبهتاناَ - إلى الرازي، هذه العبارة: (فعلينا أن نأتيكم بالف مثله ...) 😎
ننتظرك ..
هات واحداً وليس 1000 😂
📌 ألكسندر:
هات أحد أسلم بسبب الإعجاز القرآن 🙃 أنت لم تفهم قول الرازي. لو أتيت لك بسورة فلن ترضى لأنك أنت الخصم و الحكم في نفس الوقت إذن لماذا لا تأتي بمثل ما كتب الشعراء و البلغاء 🤔🤔😎
🏹 زياد:
كثيرون أسلموا عند سماعهم القرآن، الصحابة جميعهم أسلموا بسبب سماعهم القرآن 😉 وأهل الأمصار بعد ذلك أسلموا لله طوعاً لأجل قناعتهم أن القرآن كلام الله.
قلت: (لو أتيت لك بسورة فلن ترضى) .. سأرضى، فقط هات السورة 😊
📌 ألكسندر:
اعطيني صحابي واحد أسلم بسبب بلاغة القرآن مع دليل وليس كلام إنشائي 😎
كيف سترضى وأنت الخصم و الحكم في نفس الوقت 🤔😂
🏹 زياد:
عمر بن الخطاب 😂
دليل على ماذا، هو أسلم وخلاص 😂 ما الذي قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم للناس غير القرآن يدعوهم بآياته، هو معجزته! فلم تظنهم أسلموا 🤔
حتى لا نطيل الكلام ..
هنالك حالين لمنكر القرآن:
- أن يأتي بمثله.
- أن يجد فيه خطأ واختلافاً.
ولن تستطيع لأن من سبقوك منذ قرون لم يستطيعوا .. لأن كلام الله قاهر ومعجز ومخرص لكل من يتطاول 🤐
كل من أسلموا لأجل كلام الله لا ينفعك معرفة أحوالهم وقصص إسلامهم، لأنك لا تبحث عن الحق، ولم تقرأ القرآن، ولأنك تظن أن الرازي ينكره مثلك 😂
هداك الله ..
إقرأ القرآن بدلاً عن الجدال بدون علم، أو كن كما أنت .. لا فارق عندنا 😊
📌 ألكسندر:
إذن ليس لديك إلا الكلام الإنشائي 😂😂😂😂😂😂😂😂😂
🏹 زياد:
نعم ليس لدي غيره 😎
📌 ألكسندر:
القرآن قرأته و تدبرته وبسبب ذلك ألحدت😎
🏹 زياد:
مبروك 👏
📌 ألكسندر:
الحمد للعقل الذي أخرجني من ذلك الدين و كأنك ولدت من جديد 🤗
وطبعاً انقطع الحوار هنا، أنهيته من جانبي فلا مسكة عقل أو مسحة فهم في ملحد لا يقرأ، ويتخذ سبيل الجدل، والنسخ واللصق بدون فهم، طريقةً له .. ولولا ظرافته لاعتبرت النقاش معه إهداراً للوقت وأنهيته منذ الوهلة الأُولى. وطبعاً لا يفوتني أن أذكر أن ألكسندر أرهقني في تصحيح الأخطاء اللغوية في مشاركاته الإلحادية المعترضة على بلاغة القرآن! 😎
- اللهم اهدنا واهد بنا -