رواية جميلة نوعًا ما، بها إسهاب، فرغم كون عدد صفحات الرواية أقل من ٧٠ صفحة، إلا أنها من الممكن أن تكتب في عدد صفحات أقل.
تحكي قصة أناس أبناء عز جار عليهم الزمن، وبعد أن كانوا ذوي بيت الكرم الذي لا يسد في وجه أي سائل، أصبحوا لا يملكون طعام الغد في بعض الأحيان، بعد أن كانوا أصحاب الطين الكثير، يستأجرون الناس كي يعملوا في أرضهم، أصبحوا من الأجرية الأرزقية.
صور الكاتب تراكم الهموم على البيت التعيس بتراكم الأشياء على الترابيزة العتيقة، التي هي محل انشغال الجميع.
هذه الترابيزة تعد رمزية عن الكرامة أو عن الدال الوحيد على أنهم كانوا أبناء عز، فما أكثر الذين أرادوا انتزاعها منهم، فمن هؤلاء من كان أجريًّا أو مزارعًا قبل أن يكون ثريًّا، فكلهم حديثي الثراء، وليس عندهم شيئًا قيمًا يثبت ثراءهم بعد زواله إن جار عليهم الزمن أيضًا.
رغم مرور الأسرة بعدة متاعب وعقبات، لم يبع الأب الترابيزة التي هي كرامتهم، لم يستلف من إخوته، ويهدر ماء وجهه، فأزيلت الغمة والنكبة بفضل الله، دون إهدار ما تبقى من ذكريات أيام عزهم.
اللغة سلسة جدًّا تميل إلى العاميَّة جدًّا، استخدم ألفاظ كثيرة مثل التشط وما هو أقرب للعاميَّة منه، استخدم أسماء غريبة، أحسب أنه تعمد ذلك أو لم يجد أسماء أناس عاديين.
في الرواية إسقاطات اجتماعية على الأصدقاء الذين يقتربون من صديقهم من أجل أمر ما، وهنا الترابيزة العتيقة هي سبب قربهم. هناك إسقاطات أخرى في وصف الترابيزة ذاتها، تدل على إبداع الكاتب.
ما جعلني أشعر بالملل هو طول فقرات السرد على حساب الحوار، وأحسب أنها كانت قصة قصيرة مشبعة بعناصر الرواية، في النهاية لو بذل الكاتب جهدًا إضافيًّا في هذه الرواية، لاستحقت جوائز كثر.
لكن في النهاية الكاتب قدم عملًا رائعًا يستحق التصفيق الدائم ورفع القبعة.