ذكرت بعض الأحاديث أن المرأة في الإسلام ضعيفة، على الرغم من أنها في الغرب صنو الرجل، ولا ينظر إليها بمنظار الضعف والاستكانة..

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ t قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « اللَّهُمَّ إِنِّى أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ ».[1] في رواية للبيهقي في الشعب عن أنس t بيّن رسول الله r معنى الضعيفين فقال: اتقوا الله في الضعيفين المرأة الأرملة والصبي اليتيم.

المرأة بشكل عام أضعف من الرجل. وهذا لا يؤخذ على إطلاقه أبداً، فهناك الكثير من النساء من أصحاب الألقاب والبطولات في الكاراتيه أو المصارعة الرومانية أو حمل الأثقال أو.. ممن لا ُينصح على الإطلاق أن يكونوا يوماً من الأيام خصوماً أو أعداء!!

الله تعالى فضّل الرجل على المرأة بالقوة البدنية، والقدرة على القتال والعراك، ومكابدة الظروف القاسية ومواجهة المشاكل العاتية، وتحمل الأزمات الشديدة.. بينما جعل لها القدرة على التحمل والصبر الذاتيين أكثر بكثير من الرجل. فلا يتخيل رجل أنه يستطيع أن يحمل برتقالة في قميصه الداخلي يوماً كاملاً، فكيف بالمرأة التي تحمل جنينها تسعة أشهر، تتقلب فيها بين مختلف الأوجاع والآلام النفسية والهضمية والبدنية و.. ثم تكابد الموت الزؤام والأوجاع الفظيعة الآلام المريعة أثناء ولادته، وهل انتهى العناء هنا؟ أم أن فصلاً جديداً من فصول الصبر والتضحية يبدأ، لينام الأب ملء جفونه، أمّا هي فتسهر على راحة الصغير ترضعه وتزيل عنه الأذى وتهزه وتحنو عليه.. فالله تعالى أعطى لكل جنس ما يناسبه من المسؤوليات، وأعطاه تبعاً لذلك ما يلزمه من القدرة والتحمل، فتبارك الله أحسن الخالقين.

فالضعف ليس عيباً في المرأة، بل هو إقرار من الشارع الحكيم بضرورة الاعتناء بها وصيانة شؤونها وأمورها والمحافظة عليها، على الرغم مما أودعه الله فيها من إمكانات وقدرات تتميز فيها عن الرجل، وتشترك معه على قدم المساواة في صفات أخرى..

ومعظم الأعراف في كل أنحاء الأرض تتحيز لصالح المرأة الضعيفة!! التي ما أن تصرخ في وجه رجل في طريق أو محل حتى يسارع الجميع إلى نصرتها سواء أكانت على حق أم لا.. فأين ضعف المرأة الذي يتكلمون عنه في الإسلام؟؟.

نظرة الإسلام للمرأة أنها ضلع قاصر أعوج

لقد ذكرت العديد من الأحاديث أن المرأة خلقت من ضلع أعوج!! فماذا عن الرجل؟ ألا يوجد من الرجال من عقولهم معوجّة أكثر من النساء بكثير؟؟.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  tعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. [2].

النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه أوصى بالنساء خيراً، وذكر أن المرأة كروح وبشر لا يمكن أن تستقيم للرجل على ما يحب ويشتهي في كل شيء. فقد تتنافر الطبائع بين الرجل وزوجته، وتختلف الأمزجة، وتتباين الرغبات، وهذا أمر طبيعي، فلا ينبغي قسر المرأة على الانسكاب بقالب الرجل، مما يعني تماهي كيانها بالكلية في حضوره، وذوبان شخصيتها أمامه، فهذا ليس من مقاصد الشريعة في شيء.

نعم، الرجل يملك مقود القيادة في البيت، لكن يجب أن يحترم رأي المرأة، فهي ليست أثاثاً أو متاعاً أو جماداً في المنزل.. فالمطلوب من الزوج الصبر على ذلك التباين، في محاولة للتوفيق بين الأهواء، والتمازج بين الطباع، والتكامل مع أي اختلاف..

وإذا كان القرآن الكريم قد أشار إلى وجود نوع من التراضي والتشاور بين الرجل ومطلقته في مصلحة الولد، فقال تعالى: فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا. [البقرة/233] فمن باب أولى أن يكون التراضي والتشاور قائماً بين الزوجين في سائر الأمور.

د. بشار القهوجي

[1] . أخرجه أحمد وابن ماجه، أحرج: أحذر الناس من تضييع حقهما وأزجر عنه زجرا أكيداً.

[2] . متفق عليه، وفي رواية أخرى بلفظ: إِذَا ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَإِنْ تَرَكْتَهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ. وزاد في رواية لمسلم: وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا. وفي رواية لأحمد عن أبي ذر بلفظ: فَإِنْ تَذْهَبْ تُقَوِّمُهَا تَكْسِرْهَا وَإِنْ تَدَعْهَا فَفِيهَا أَوَدٌ وَبُلْغَةٌ. وزاد في رواية لأحمد وابن حبان والحاكم عن سمرة بلفظ: فَدَارِهَا تَعِشْ بِهَا.