أبناء الغواني يعيدون إرث يَزيدْ وَبِيَدِهِمُ القَرقارَةْ !...
التاريخُ الإسلامي مَلِيءّ بالأحداث مُنذُ بِداية الرِسالة المُحمدية، الى يَومِنا هذا وَهِيَ مَثار جَدَل، والمُشكِلة يأتيها الإتهام مِن قبل أبناء الغواني، من أولهم رأس الكفر أبا سفيان الذي يقول بعد أن أسلم وإستقرت أمورهِ "تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة فوالذي يحلف به أبو سفيان لا توجد هنالك لا جنة ولا نار" لآخر جلف من الأجلاف، ليقول لك أن أبا سفيان صحابي!.
التشيع بدأ مع علي بن أبي طالب، بعد أن إتخذ معاوية بن أبا سفيان الشام مقر له، ليصفي له الجو بإستمالة أهل الشام، وجعلهم عبيداً مؤيدين له، وبمشورة إبن العاص بدأ بالإختلاف على "علي"! بل وصل حد الحرب، وهنا نشأ أول إختلاف في عقيدة الإسلام .
الشيخ الطوسي "شيخ الإمامية ورئيس الطائفة، ويعتبر لدى الشيعة ذو منزلة عظيمة وثقة عين، صدوق عارف بالأخبار والرجال والفقه، سمي بالطوسي نسبة إلى طوس من مدن خراسان"، وقد أسس أقدم مدرسة إسلامية لتدريس فقه وعلوم أهل البيت، وهو الذي تتلمذ على يد الشيخ المفيد والشريف المرتضى، "قُدِسَتْ أسرارهم" وبقيت هذه المدرسة تتوارثها العلماء عالم من بعد عالم، لتمثل الطائفة في كل العالم، وفيها مدارس تدرس كل العلوم والثقافات، لا سيما دروس الشريعة والفقه والأخلاق وعلوم القرآن، وكل ما يخص الحياة وما يلامس المجتمع والدين، إضافة للفتاوى التي تصدر بين الحين والآخر لتوافق التطور والتقدم، ولا تقف عند حد معين، الا ووجدت له حل ليتناسب ويتوافق مع الشريعة السمحاء، واليوم وصلت الزعامة الى السيد علي السيستاني "أعلى ربي مقامه" وهو ذلك الإمام الذي يفترش الأرض على حصير بسيط، وبيت مؤجر، وغرفة ينام بها، وهو الذي بإستطاعته أن يبنى أعلى وأغلى القصور، وملئها بالنفائس وما لذ من الطعام وما حلي، لكنه أبى إلاّ أن يعيش حياة جده "علي بن أبي طالب" (ع ) الذي طالما بات جائعاً ليهدي طعامه لسائل مر به !.
نقر ضال أبى إلا ان تكون الفتاوى التي يطلقها المرجع الاعلى غير نافعة، وهي التي حمتهم من الارهاب التكفيري، ولولاها لما كنّا اليوم موجودين إلا أُسارى أو قتلى والنساء سبايا، فكانت كالصاعقة على من لا يريدون للعراق خيرا،ً فعمدوا بأستغلال التظاهرات وحمايتها، من قبل القوات الامنية لها، وإندَسّوا ورفعوا شعارات ضد المرجعية، بل وتطاولوا عليها! لكنهم لم يعرفوا أن هذه المرة ستكون الأولى والأخيرة .
كان الأجدر بهم أن يغطوا مؤخراتكم أولاً، وهم الشاربين للخمر كما كان سيدهم وربهم الأعلى، "يزيد" الفجور والمجون، الذي لم يدع محرم إلا وإرتكبه، يريدون إعادة أمجاد تلك الأيام التي كان يعيشها أمامهم الكبير، وأبياتها سجلها لهم التاريخ "اسقنا يا يزيد بالقرقارة قد طربنا وحنّت الزمّارة- إسقني فأن ذنوبي قد أحاطت ومالها كفّارة" وهم الجميع يعلم منهم! هم النقص الذي يستهدف الكمال، وهم التفاهة والتخنث والدياثة، وهم الذين يحرصون على إظهار مؤخراتهم في الأسواق، ومفاخرتهم بالرذيلة، وهم الذين يرون الثقافة والتحضر في التهتك والتجاهر بالفسوق، لهم كلمة واحدة: إحذروا أيها السفلة فقد وصلتم لمنطقة الحضر، فالسيد قلعة العراق الصامدة، التي نستمد منها العزيمة والهمّة والشجاعة، ونَموتُ دُونها، هذه تظاهرتكم الأخيرة فهل إنتبهتم !...