أكدت الأمم المتحدة أن الأزمة السورية رغم طول أمدها لا تزال من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً واستعصاء على الفهم.
وأفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أمس (الجمعة) أن عمر الأزمة منذ 15 آذار 2011، وصل إلى 3069 يوماً، ما يعادل ثمانية سنوات وخمسة أشهر، وبهذا تكون الأزمة السورية بالمقارنة مع أيام الحرب العالمية الثانية التي انتهت بعد 2194 يوماً، أكثر بألف يوم تقريباً.
وأوضح أن عدد الهجمات على المدارس والمنشآت الطبية عام 2018 بلغ 225 منشأة، وهو الأكبر منذ بدء الصراع قبل ثمانية أعوام، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تأكدت من 113 هجوماً على المدارس العام الماضي، ما يعني زيادة وتيرتها بنسبة 69% عن عام 2017، مع 112 هجمة على المشافي، بينما تأثرت 29 منشأة بالعنف في إدلب خلال الأشهر الست الأولى من عام 2019.
وأضاف التقرير أن عدد الناس العالقين حالياً وسط العنف في إدلب وصل إلى ثلاثة ملايين شخص، وهو ما يعادل شعب أرمينيا بأسره، لافتاً إلى مقتل 500 مدني، ونزوح أكثر من 440 ألفًا من النساء والأطفال والرجال، منذ نيسان/ أبريل الماضي.
وتابع.. أن عدد المحتاجين للمساعدة الإنسانية والحماية عام 2019 وصل إلى 11.7 مليون شخص، بينما كان هذا العدد العام الماضي 13.1 مليون شخص، وكان في عام 2017 يزيد عن 13.5 مليون شخص.
أما بالنسبة للقطاع الصحي.. فنسبة المراكز الطبية للصحة العامة الفاعلة مع نهاية عام 2018 بلغت 46% فقط، من مجموع 1811 مركزاً، 22% كانت عاملة بشكل جزئي و32% خارجة عن العمل بحسب التقرير.
وبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين حتى الأول من تموز الماضي 5625871 شخصاً، منهم 3.6 مليون في تركيا، و930 ألفاً في لبنان، و660 ألفاً في الأردن، و250 ألفاً في العراق، و130 ألفاً في مصر، ومنهم 330 ألفاً يعيشون في مخيمات اللجوء الرسمية، بينما يعيش البقية متفرقين ضمن المجتمعات المضيفة.
ووصل عدد النازحين داخلياً في سوريا إلى 5.9 مليون، غالبيتهم في حلب وإدلب وريف دمشق، ما يعني أن أعدداهم تزيد عن نصف سكان بلجيكا.
وختم التقرير بأن عدد الأطفال خارج المدارس يفوق 2.1 مليون، مع وجود 1.3 مليون تحت خطر تركها، مشيراً إلى تنوع أسباب ترك الأطفال للمدارس من نزوح إلى حاجة للعمل أو الزواج القسري، وكل تلك الأسباب تعود لآثار الأزمة التي تركت توترات نفسية على الأطفال ومستقبلهم.