Image title

يطل العيد من جديد على البلد المنكوبة التي أنهكتها الحرب حتى خارت قواها، يطل متخفياً في ظل الغارات التي تملأ سماء إدلب وحماة، ويطرق أبواب مدن أخرى خجولاً ومتعجباً مما يشاهد ويسمع.

عندما تنطلق تكبيرات العيد ينخفض صوت حديث السياسة، ويظل كل شيء معلقاً دون حلٍّ جذري، فلا المناشدات ولا المؤتمرات ولا أعداد الضحايا تشفع في تغيير الواقع الكارثي الذي تعيشه سوريا.

أصبحت الأعياد في ظل الحرب عبئاً ثقيلاً على المواطنين، فبدل أن تحمل الفرح والسرور، صارت تمثل هماً جديداً يثقل كاهل المواطن، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، ومع اقتراب العيد، شهدت الأسواق ارتفاعاً في الأسعار طال جميع السلع واللوازم، وخاصة اللحوم باعتبارها رمزاً لعيد الأضحى، حيث ارتفعت أسعار الأضاحي ارتفاعاً ملحوظاً.

وأوضح مدير الشؤون الصحية في مجلس مدينة حمص لموقع “الاقتصادي” محمد علي غالي أن ذلك “يعود لارتفاع أسعار الأعلاف، وقيام بعض المهربين بتهريب القطعان لدول الجوار، ما يؤثر على العرض في الأسواق ويرفع أسعارها”.

وفي دمشق، ارتفعت الأسعار بسبب العرض والطلب، وارتفاع تكلفة المواصلات لنقل المواشي، نقلاً عن رئيس الجمعية الحرفية للحامين والقصابة بدمشق إدمون قطيش على موقع الاقتصادي.

كما طال ارتفاع الأسعار الخضار والفواكه في مدينة حلب، وكانت حركة الأسواق أقل من عادتها في فترة الأعياد، حيث يتوفر العرض، مع قلة الطلب، فراتب الموظف لا يتجاوز 40 ألف ليرة سورية، في حين أن شراء بضعة كيلوغرامات من البطاطا والبندورة والفواكه يكلف نصف الراتب على حد تعبير المواطنين.

وأشار بعض المواطنين إلى ارتفاع أسعار الفواكه بشكل جنوني حتى باتت حلماً للمواطن العادي، فسعر كيلو التفاح يصل إلى 500 ليرة سورية.

ويعتبر هبوط قيمة الليرة السورية أمام الدولار العامل الأساسي في ارتفاع أسعار السلع واستغلال التجار، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي، لاسيما المحروقات والأسمدة، وارتفاع تكاليف نقل المحاصيل من الأرياف والمحافظات الساحلية إلى مدينة حلب، كما أن غياب الرقابة عن الأسواق، وعدم جود أي ضوابط لأسعار المنتجات أصبح من أهم ميزات أسواق الخضار والفواكه في حلب.

الأسواق باتت خالية من المتسوقين والمتبضعين رغم وفرة البضائع، فالأسعار لا تتناسب مع مستوى دخل المواطن، ففي حين ترتفع الأسعار بشكل يومي بما لا يتناسب مع قدرة المواطن الشرائية، تصبح الفواكه والحلويات رفاهية يحلم بها المواطن السوري العادي، الذي يقتصر همه على تأمين الأولويات والاحتياجات الأساسية، في ظل حرب جعلت الفاكهة والحلويات واللحوم حلماً..