الصدق نور يستضاء به نجاة لأهله الناطقين به ولقد مدح الله تعالى الصادقين وقال عز من قائل:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) سورة التوبة وقال تعالى: لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8) سورة الاحزاب وقال عز وجل : لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ ....(24) سورة الاحزاب وقال جل جلاله: ...وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) سورة الاحقاف الصدق ينقسم إلى مراتبَ وأقسامٍ كالآتي: الصِّدق في الأقوال، وهو مطابقة الأقوال مع الواقع من غير تحريف. الصِّدق في الأفعال، وهو مطابقة الأقوال مع الأفعال، كتنفيذ قسم أو حلف. الصِّدق في العزم، وهو الصدق على إرادة الخير والتّوبة، والصّدق مع الحال فيكون حال المسلم مطابقاً لقلبه ولسانِه. الصِّدق في النيَّة، وهو تطهير النّفس من الشّوائب التي تلوّث النيَّة وتفتكُها بالآفات، وتجديد الإخلاص لله تعالى دائماً في النيّة. ثمرات الصدق يعودُ الصّدق بثمرات ومنافعَ عديدة على صاحبه، نذكرُ بعضاً منها: تحقيق العبوديّة لله عزّ وجل: وذلك بالاقتداء بنهج نبيّه -صلى الله عليه وآله-، والشعور بمراقبة الله -عز وجل- لنا في أقوالنا وأنفسنا، ودوام الصّلة بالله -عز وجل- حين نطلب الهداية بصدق. نيل حسن العاقبة في الدنيا والآخرة: ينال الصادق خير الدنيا وحُسن الخاتمة في الآخرة بفضل الصّدق، كما ورد عن الرّسول -صلى الله عليه وآله- في الأحاديث المذكورة أعلاه. نيل الثناء في الملأ الأعلى وفي الدنيا: ينال الصّادق درجة الثناء في الملأ الأعلى، وتعلو منزلته في الدّنيا، ويعظم قدرُه بين النّاس نتيجة تَحَرّيه للصدق، كما ذُكر في الحديث أعلاه. البركة في الدنيا والآخرة: حصول الصّادق على بركة في عمره وفعله ورزقه عند تطبيق الصدق في كلّ حياته. عِظَم القَدْر، وعُلُوّ المنزلة في المجتمع: فالذي يتحلّى بالصّدق يَعْظُم قَدْرُهُ، وتعلو منزلته بين الناس؛ لاعتقادهم أنه ما فعل ذلك إلاّ عن حسن سيرة، ونقاء سريرة، وكمال عقل. مصدر للرّاحة النفسيّة والطّمأنينة: تستقيم حياة الفرد بالصّدق، وبالتّالي يتخلّص من المُكَدِّرات التي تشوبُ حياة بعض الأفراد؛ بسبب عدم الوضوح والشكّ، قال الرسول -صلى الله عليه وآله-: (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقِ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ).