لِيبِيَّا فِي اِغْتِنَامِ فُرْصَةِ هُدْنَةِ الْعِيدِ دُونَ حَلّ!ٍ
من أشد اللحظات أن نشاهد بلادنا في صراع واقتتال وتشريد أبناء الوطن ولا نغتنم فرض الهدنة وتداعي المتصدرون للمشهد السياسي الليبي من طرفين النزع التي أوصلت البلاد إلى هذه الحالة المتردية.
خرجت أوراق الهدنة قبل عيد الأضحى المبارك مطالبة الأطراف اغتنامها ليعيدون لنا الأمن والأمان والسلام والوحدة الوطنية الشاملة، بعد ما تفاقم الوضع الإنساني وزيادة معاناة المواطنين في حياتهم اليومية.
سرورا بعبد الأضحى وبهجة بقدومه، هي التي تعيد لنا الروح الوطنية في استكمال المشوار لخير مفرح بحق الوطن، ويفيض طموحنا وثقة بالإيمان لبلوغ ذرى المجد والرفعة والفخار في ليبيا بعد الموت والاقتتال.
لكن يكيف لنا تجديد وتأكيد ثقتنا في حكومة واحدة بين الشرق والغرب ووقف الهجوم المسلح على العاصمة الليبية طرابلس التي انطلقت من واقع الإرهاب والمليشيات المسلحة والشهود من الجيران في حيرة من أمرنا الذي لم يفضي إلى السلام الشامل في البلاد.
أوراق الهدنة يخرجوها لنا السياسيون من الخارج لتنفيذ وقف الحرب والحسم العسكري وهم في كامل الاتفاق على وقع هدنة العيد عند عقد مجلس الأمن الدولي، في جلسة طارئة لمناقشة الوضع المتأزم في ليبيا.
بينما طبول الحرب تستمر بعد نهاية العيد الأضحى لن من يريدها يريد استمرارها، ونحن نقول لهم كفانا عبث بمقدرات وأبناء الدولة الليبية التي لم تسفر لنا الحرب إلا أوراق الخسران المبين وزيادة في معاناة الشعب الليبي.
تلك بالضبط ما وقع معي حين أدركت لا نجاة من الحرب والمحاربة والحسم العسكري عندما تضع الحرب أوزارها والتعاليم الإسلامية الأصيلة تقول لنا في الكتاب المحكمات كلماته الصفح والعفو هو خيرا لنا.
فتدفق قلمي بهذه العبارات وبهذه السطور من غير استئذان ولا انتظر من احد يملي علينا كيف نحترم البشر في أموالهم وأعراضهم وأنفسهم، لتكن ليبيا عبر التاريخ كانت وستكون مشكاة الخير على طريق الليبيون لكي لا يثقل كاهل الأجيال القادمة.
اليوم يدعوا العالم الجيش والحكومة الليبية إلى الالتزام بالهدنة، وانتهاز الفرصة للوصول إلى حل سياسي شامل، لكن ما هو العمل بعد العيد الأضحى المبارك، بين أصالة المعدن والمنيع الخصب حسن التربية بالالتزام الكامل وإعادة الدولة الليبية سيرتها الأولى.
من منا يرتقي إلى نهج الهدنة المستدامة لا بتخلف لحظة واحدة من تثبتا والوصول إلى كامل وقف إطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي بدل من الحل العسكري الذي فيه الكثير من الدمار والهلاك حيث لا مخرجا لليبيا بالعمل المسلح.
لابد من العمل السياسي بدل من العمل العسكري المسلح والعالم المتمكن اثبت لنا الحروب هي اشد عداوة وبأس للبشرية جمعا، لكن مراتب المجد والرقي والازدهار يعمل على رفعت الأمة الليبي.
ومع التذكير المتكرر على عدم تجاوز العمل السياسي بالعمل العسكري حيث لا حل عسكريا في ليبيا يعمل على نصرت الشعب الليبي في محنة التي لم تمكنه للوصول إلى برج السعادة وكرم الأخلاق النبلة.
ولأن السلام الشامل هو الذي ينبت النبتة الجيدة وليس الحرب والمحاربة والاقتتال، فأن ليس علينا إلا آن نلتزم بالمصالحة الوطنية الكاملة من الشرق إلى الغرب إلى الجنوب حتى نحترم نسيجنا الوطني في حلقات تكوينه من خليط متميز في أصالتنا الوطنية الليبية.
ونحن نعلم أن الصراع القائم اليوم في ليبيا ليس فقط يهدد أمننا القومي بل يهدد امن المنطقة تكون القوى المحركة في التعامل مع القضية الليبية وأكثر تدخلا في الشؤون الداخلية والتحدي المتحمس حماس والعابرين للمتوسط إلى ليبيا.
بينما الصراع الداخلي أصبح غنية مستساغة بين الطامعين على ثروات الدولة الليبية وتفاقم الوضع الإنساني يجب النظر إليه من منظور عدم وجود الوحدة الوطنية وفي رفع السلاح الموجه إلى صدونا و ليس التعامل بازدواجية المعاير في تحيق السلام.
بقلم / رمزي حليم مفراكس