عنوان للحب وقد يكون أصدق دليل ، وأوفي صديق ، وإحساس يتملك من الإنسان ويتواصل معه سواء كان قريب أو بعيد ، فالشوق ينتظر اللقاء إذا كان قريب ويحلم به إذا كان ببعيد ، وينعم بالحنين ، ويحصد المشاعر الفياضة ، يا له من مفعول ساحر فهو إكسير الحياة ، يمشي الإنسان داخل الهموم حتي يبلغ الشوق منتهاه ، فيقضي علي كافة الهموم في الحال ، لحظة تساوي الكثير ويصبو إليها الكثير ولا يدركها الكثير ، يا دنيا كانت وما زالت تفرق حتي بين الأحاسيس ، خرج الشوق عن القضبان ينتظر الموت علي صدر القريب وأحضان الحبيب ، وخروج الأنفاس ، ولمسة الحب ، والتوغل في الخيال ، وبريق العيون ، وصدي القلوب ، وهمس الآذان ، وروعة الضمات ، ما أجمل لوعة الشوق وعذابه ، يأتيه الفرح في الآخر ، يا عمر كفاني أوجاع أما لي من الشوق من رجوع يغمرني بآهاته ، ويحاوطني بحنينه ، لحظة صفاء وسط الغبار ، مطر ينبت المشاعر من جديد ، للشوق ديون معنوية قبل المادية أوشكت علي السداد ، غمزات الأسماك داخل البحار والأنهار منتهي الأشواق ، إرتبطت بحبال الصبر وجعلت للنشوة مقدار في نفوس الماهرين ، دوري يا نفسي علي جدران القلوب عن المكتوب هتلاقي شوق ساكن في الدروب ، أنين قد يقضي علي الأرواح ، إلي متي سأظل مقهورا ومتغربا ومشردا بعيدا عن دفيء الوطن وأحبابه ، كسروا وطن كان بين الأوطان مرموقا ، مزقوا الأخلاق تمزيقا ، وزيفوا التاريخ تزييفا ، وبدلوا الجغرافيا تبديلا ، وغيبوا العقول تغييبا ، كيف يحيا وطن بدون شعاع الشمس وحتي في الظلمات يكرمنا القمر بنوره نعمة من الله سبحانه وتعالي وقرارا ، المناعة ضعفت عندي واحتارت بين المرار والصبار ، إعملوا علي مكانتكم إني عامل ، ما أجمل شوق الأوطان لولاه ما ولد شوق الحبيب ، الشوق والأمل مترادفان ، كالحق والعدل متلاصقان ، كلمات الشوق تصدر كالسهام ، تهد مضاجع الخائنين هدا ، برق ورعد ورياح عاتية وجثث هامدة في إنتظار المتجبرين والمستكبرين والمستبدين ، شيوخ سكنت ووقفت حفاة عند باب الرعاة ، العلم أصبح في خطر من الطغاة ، شهادات النفاق والرئاء والمصالح غزت الأسواق ، بخست الأسعار للجماهير للنفاذ ، سحقا للدعاية ورفقا بالدراويش ، سكت الكثيرون سكوت الشياطين ، أصبح الخوف كأسا للشاربين نعما المذاق والترياق ، جبن غطي علي معظم الوجوه ، هبوا لنصرة كيان في مقدمة الصفوف نبراسا حتي تواري في الصفوف الخلفية خلف اللئام ، وتجرأ الصعاليك علي الأسياد ، وبيعت الأخلاق في مزاد ، وصار الفقر في إزدياد ، وبنيت الأسوار تحمي كل شريد ، عين ذرفت الدموع حتي فاضت المياة في المحيطات ، موت أصبح منتهي الأمنيات والغايات ، أصبحت الصلاة ومن ثم الدعاء والسؤال من الله ألا يخيب أملي ورجائي ، وبث السلام والطمأنينة في نفسي المريضة ، حزني علي المحرومين زاد جروحي ، وأدمي ضلوعي ، صلة رحمي أبدا لن تضيع بين المحطات ، قطار العمر بيقرب من آخر المحطات ، تركت شيءا قليلا من الود والمحبة لعله يكون ذكري وعرفانا في كل مكان خطت فيه أرجلي وكل عضو من أبداني كان شاهدا علي مروري ، أصحاب علي الهم معينين وفي الشدائد رجال مساندين ، طار الفكر بين الحدائق المهجورة لعله يجد وردة خالدة في الجمال وتعود الآصال وتسود الخيرات ، أحلام في الصحراء كانت سرابا ، وكنت وحيدا معرض للخطر ونار الققدان والحيرة وحيوانات تنقل لي السم في وعاء من الوباء ، يتمكن من الأجساد ويمحيها ، قتل الإنسان نفسه بحب الدنيا والتعلق بها فهي مصيبة المصائب وأشرها شرورا ، ماذا يفيد الإنسان إذا ما حزن حزنا شديدا وأرداه قعيدا لا يقوي علي شيء ، فقد يسقط الإنسان مرة واحدة لو توجعت روحه ونفد أنفاسه الأخيرة ، زكائب من الأحزان يحملها الإنسان بلا إختيار ، هيهات من الحزن وأشجانه ، توجعات تنتهي بالدموع والحسرة ، تشتكي العيون بسبب موت المشاعر وتصلب الأحاسيس وفراق الأحباب من غير حساب ، لا ملجأ من الله سبحانه وتعالي إلا إليه ، وبشر الصابرين وكفي بالله وكيلا وحسيبا ورقيبا ، اللهم ارفع الهم والغم من علي نفوسنا ، اللهم طهرنا من كل ظالم أشر ، اللهم أحسن خاتمتنا يارب العالمين .................