بقلم / حسام السندنهورى

هناك مقولة شهيرة تقول ان " القاهرة تكتب و لبنان تطبع و بغداد تقرأ " و مفاد هذه المقولة حسب فهمى لها ان لبنان كان له دور فى نشر الثقافة العربية .

وللاسف الان اصبح لبنان لا دور له فى نشر ثقافتنا العربية حتى بعضاً من صحافتهم الورقية قد توقفت لاسباب لا اعلمها الا اننى ارى انه ناتج عن قصور دور لبنان الثقافى فى الوطن العربى مما ترتب عليه اغلاق هذه الصحف و لربما على اغلب الظن انه ناتج عن قصور فى حرية الراى و التعبير فى لبنان فالصحافة لا تستمر او تنمو فى ظل القمع و تقييد حريات الراى و التعبير.

كانت الصحافة اللبنانية و الفنية خصوصا كانت تصل الينا فى القاهرة فى الماضى (ايام سنوات التسعينيات) و كنا ننتظرها بشغف و كانت تصل الى موزعى الصحف الصغار و ليس موزعى الصحف الرئيسيين فقط و كنا نرى فى الصحافة اللبنانية خطاً تنويريا مفقوداً فى الصحف المصرية و كنا نبتاعها بالرغم من ارتفاع اسعارها نسبياً مقارنة بمثيلاتها المصرية الا اننا كنا نشتريها لما نجد فيها من متعة صحفية نفتقدها فى صحافتنا العربية و المصرية خصوصا.

و كانت الصحف احد روافد الثقافة التى كانت تنشرها لبنان فى ارجاء الوطن العربى اما الان فلا صحافة و لا ثقافة و لا اى دور ايضا للبنان على الساحة العربية. مجرد بضع فنانون يغنون على الساحة العربية مثل الفنانون اليسا و نجوى كرم و فارس كرم و كأن دور لبنان لا يقتصر سوى على الغناء فقط.

ولدى شك فى ان آل الحريرى لهم دور فى ذلك ففى عهدهم انحدر الدور اللبنانى الى الاسفل و تقلص دور لبنان فى اداء دورها الثقافى و التنويرى تجاه الشعوب العربية. فمن السيد/ رفيق الحريرى –رحمه الله - الى رئيس الوزراء /سعد الحريرى يا قلبى لا تحزن فلم يتطور الدور اللبنانى الى الامام بل الى الخلف مجرد حكم سياسى يعتمد على المصلحة فيما بين اعضائه و لا تعلو مصلحة لبنان فوق المصالح الشخصية الضيقة لطبقة حكم آل الحريرى.

اننى ادعو اللبنانيون و على راسهم السيد/سعد الحريرى  الى اعادة النظر فى امورهم السياسية فهذا الوضع لو استمر الى ما هو اكثر من ذلك سيتقزم لبنان و لن يكون له اى دور على الساحة السياسية الدولية او الاقليمية.

نريد لبنان التحدى والذى تحدى ظروفه و محنه و كان يحيا حياة كريمة بالرغم من تلك الظروف و كان يمارس دوره بكل همة و نشاط.

كما ادعو اللبنانيون الى رفض التدخلات السياسية الخارجية لبعض الدول حتى و لو كانت عربية مثل المملكة العربية السعودية فالتدخل فى شئون الاخرين امر مرفوض لانه يمارس من خلالة تدخلات و يفرض قيود على سياسات الدولة اللبنانية و قد تتعارض تلك التدخلات مع مصالح لبنان العليا فما الحل اذا فى مثل تلك الحالات هل ترضخ لبنان الى تلك التدخلات ام تستجيب الى مصالحها العليا،اشكالية كبرى يكمن حلها فى ان يتم رفض التدخلات شكلا و موضوعا و يتم رفضة من اساسه.

اهم ما كانت تتميز به لبنان هو الحرية بكافة صورها الثقافية و الفكرية و السياسية و الدينية فبالرغم من اختلاف و تنوع الطوائف الدينية فى لبنان الا انها تعد ميزة للبنان و ليست عيبا و هى يمكن استثمارها فى خدمة التنوع الثقافى و الدينى و الفكرى بما يخدم الاهداف اللبنانية فى اقامة حياة تعتمد على التنوع و الاختلاف و العيش و الحياة تحت مظلة لبنان الحر الأبى و الذى يعد منارة ثقافية و فكرية تشع نورا ثقافيا و فكريا لما حولها من الشعوب المتشدقة لتلك الحرية الثقافية و الفكرية المحرومة منها تلك الشعوب.

فعلى لبنان الحبيب ان يقوم بدورة الثقافى و التنويرى فى اطار الحرية  الذى يتميز به عن غيره من الدول و الشعوب واذا تنازل لبنان عن دورة هذا فلا يلومن الا نفسه.

فلبنان الان فى مرحلة للخلف دُر بعد ان مر بمرحلة محلك سرو اذا استمر على ذلك فليعد نعشه بيده فلبنان بلا حرية لن يكون لبنان الذى نعرفة و الذى نريده كما كان فى سابق عهده برغم المحن و الصعاب.