حرية التعبير ، هي و دون شك اثمن ثمرات الحراك الشعبي المبارك ، فقد  استطاع الشعب اخيرا استرجاع ابسط حقوقه الانسانية المنهوبة ، حقه بان يبدي رأيه في ما يمس مصالحه ، و ان يقول لا للتقصير و للظلم والمهانة . و لكننا و حسب ما نرى فان بعض الجهات لازالت بحاجة الى اضافة تحديث لمعاملاتها ، فهم لا يزالون يعتقدون بزمن العصابة  ، زمن السكوت عن الحق ، الزمن الجميل للمقصرين ...

حين سكت اهل الحق عن حقهم ... ظن اهل الباطل انهم على حق


اخشى ما يخشاه المقصرون هو الحقيقة ، انهم يخافون من الكلمة و من قدرتها على فضح تقصيرهم ، فيلجؤون الى كل ما يظنون انه مخرس للأفواه درءا للفضيحة ، و لكن هيهات ، فمن المؤمنين رجال ، يظهر الله بهم  ما يخفي الظالمون و ما يحاولون ستره بغطاء خبيث لا يزيدهم الا فضيحة فوق فضيحتهم .


سياسات منتهية الصلاحية


ان السياسة منتهية الصلاحية التي يحاول فلول النظام فرضها على الشعب بشتى الطرق لن تقف حائلا يوما عن فضح التقصير ، بل ستزيد من تسليط الاضواء على تلك الجهات ، التي لم يكفها دوسها على  كرامة المواطن و سلبه  حقوقه و التسبب في شتى انواع المعانات له ، بل تتعدى الى الدوس على طرفه تكبيلا ليديه .



انهم يتناولون حبوب منع الفهم


لا يمكن للمواطن باي شكل كان ان يفهم منطق بعض المتسلطين عليه ، فحقوقه واضحة جليّة للعيان ، و تقصيرهم اشد وضوحا ، فما الذي يتوقعه المتسلط من مواطن فقد ادنى حقوقه غير ان يطالب و يندد . و مالذي يتوقعه من نفس المواطن حين يكمل مسيرة الدوس عليه و يلجئ الى طرق متعددة لتكميم فمه .
ان الضغط النفسي الذي ينجرّ عن هذه السياسات لن يصب في صالح احد ، و لن يقود باي حال الى ما يحمد عقباه ، و نحن نقول يقينا بان مثل هؤلاء الناس  لن يخطئهم منجل تصفية الفاسدين طال الزمان ام قصر ، فالثمرة الفاسدة ستفسد ما حولها ان لم يتم اقتطاعها ، كذلك عملهم الفاسد ، لن تصلح  جزائر ما بعد الحراك الشعبي الا بعزل هؤلاء الفاسدين و اخلاء المجال الى القادرين على تقديم الافضل للمواطن الذي يحلم بأبسط اساسيات عيشه .


حنينهم الى زمنهم الجميل - زمن العصابة - يشدهم نحو التقصير في حق الشعب ، و لكن هيهات منا السكوت هيهات ....