كلام من فم أخرس !...
رحيم الخالدي
يستطيع من فقد السمع والنطق التواصل بواسطة لغة "برايل"، وهي لغةُ صَعْبَةٌ بَعضْ الشَيء، لكنّهم بالنهاية يَستطيعوُن أن يَتواصلوا بِها فِيما بَينهُم بِالتعلم شَيئاً فَشَياً، ويَرجِعُ الفَضلْ لِمَنْ إخترعها الطبيبُ هو( جيروم كاردان ) .
التظاهرات التي تُعَبِرُ عَنْ مَطالبٌ مَشروعةْ يَحميها القانونْ وأقرّها الدِستور، لتعديل مَسار فِيما إذا كانتْ هُنالك مَظلمةٌ حَصلتْ بِحقِ الشعب، هُنا مِن واجِبْ الحكُومة أنْ تنتبه لِذلك، وعليها الإسراع بالتصحيح للأمر المشار اليه .
منذ أن دخل صدام الى الكويت غازياً، محتلاً بلداً آمناً معترف به ككيان دولة، مسجل في الأمم المتحدة، ونال إستقلاله منذ زمن طويل (1963)، وإن كانت الظروف التي جرت عليها تلك الإستقلالية، التي تحوي بين طياتها كلام كثير لا نريد الدخول في أبجدياتهِ، لأنه تم وفق معاهدة الدول الكبرى، في تقسيم المنطقة العربية! لكن الذي يعاني منه العراقيين منذ ذلك الغزو ليومنا هذا، هو عدم إحترام العراقيين في كل دول العالم؟ ويتم التعامل معهم بتعالي! بينما كان هو سيد الموقف لحد غزو العراق، وإخراجه منها في عاصفة الصحراء، وصلت لحد التجاوز عليهم وضربهم، بل طردهم وختم جواز السفر بعدم دخوله مرة أخرى لتلك الدولة! ومن الأساليب التي يذكرها ممن عاشها، أن الحكومة في زمن التسعينات قد أعطت الضوء الأخضر! بمحاربة العراقيين الهاربين من القهر، وعدم السماح لهم بالعمل خاصة الأردن، التي طبقت التعليمات الصدامية بحذافيرها! ومن يتم إمساكه بدون جواز سفر يتم إستبداله ببرميل نفط! إضافة الى عدم قبوله بسهولة في أي دولة أوربية، من باب اللجوء الإنساني والسياسي، ومن حصل على هذا فهو أمّا بالصدفة أو بواسطة أحد المتنفذين في تلك الدول في وقتها .
فاقدي النطق في كل دول العالم يتم الذهاب اليهم! وهم في دورهم، كونهم مسجلين لديهم، وعندهم مراجعات دورية لتلك المراكز المنشأة لهم، لتوفير وسائل الراحة والإحتياج الخاص، بل يتم سؤالهم عن ما يحتاجون! أو عندهم ملاحظة ليتم تلافيها في المستقبل القريب، وهي في نفس الوقت إستفادة للباقين، لترتقي الخدمات المقدمة اليهم وهنا يكون التكامل، وليس منّة من الموظف لأنه كل شخص عليه عمل معين، وتأديته هو من صلب عمله المكلف به .
العراقيون وفي خلال المدة الفائنة التي قاربت الشهرين، وهم يشخصون الخلل، وبلسانهم، وبأعلى الأصوات، وصل الأمر التصريح بالأسماء! ووضعوا النقاط على الحروف، ولا ننسى المرجعية الشريفة في النجف الأشرف، التي شخصت كل مفاصل الخلل في الدولة، وأعطت حلول من خلال منبرها، في كربلاء المقدسة في الحضرتين المشرفتين .
قبل أيام وقعت حادثة الإعتداء على السفارة في الأردن، من متظاهرين أردنيين بدأوا بالإعتداء، إضافة للإعتداءات السابقة والتهجم مسنود من الحكومة، وإلا ماذا تسمي تظاهرة يتم فيها إستخدام السباب والشتائم، تحت نظر قوات الأمن الأردني! والسفارة تمثل دولة يقابله الصمت من قبل الحكومة العراقية، ووزارة الخارجية لم تحرك ساكنا!.
نُشِرَ في مواقع التواصل الإجتماعي، مقطع يظهر فيه أحد المسؤولين الكويتيون، وهو يتطاول على العراق بكل مكوناته وتاريخه! وصل لحد التكلم بكلمات لا تمت للأخلاق بأي صلة، وكأنه يكلم شخصاً! ولا يكلم شعبا لَهُ إرثٌ حَضاريّ يَشهدُ لَهُ العالمْ، وَقد نسى هذا الغبي المتطاول أن أرض العراق: هي أطهر أرض ومهبط الأنبياء، إضافة الى ما يحويه من مراقد الأمة الأطهار، التي تهوي اليها الزائرين من كل فج عميق .
الأشخاص من ذوي الإعاقة في دول الغرب، يطلبون بالإشارة وتُنَفَذْ له المطالب! ونحن اليوم نَقُولُ لَكُمْ وبالفم المليان، أوقفوا التجاوزات من قبل هؤلاء الرعاع، وبإستطاعة الحكومة إيقاف مساعدة الأردن من النفط العراقي المجاني، والمدعوم بأسعار تكاد تكون مجانية، الا في حالة إيقاف التجاوزات، وتدفق الإرهابيين الينا، وإحترام المواطن العراقي، وإحترام سيادة الدولة العراقية، فهل ستنفذون ذلك ؟.