تمضي الأيام بكل تكرارها و رتابتها ،و فجأة يظهر في داخلك ذلك الشخص الغريب عنك الذي يبدأ بإطلاق الشتائم و اللعنات على كل ما يقع بصرك عليك ،هو لا يشبهك لا يشبه تصرفاتك او شخصيتك، لكنه ضروري لعدم انفجار البالون الذاتي بعد انتفاخه اكثر من اللازم بحياتك و عاداتك و كلماتك و كل ما يضغط على أعصابك ،انت بحاجة الى هذا الشخص اللامنطقي الذي ان رأيته في طريقك ستشعر بالنفور منه، لماذا بحاجة لمثل هذا الشخص الذي يلعن حتى التحيات الصباحية و فنجان القهوة و السيجارة و العمل و شروق الشمس و الصورة الصباحية في المرآة، شخص كاره ليس للغرباء و المتطفلين على وجودك في الشارع او في السوبر ماركت ،بل ايضا لتحية صباحية رتيبة من صديق او زميل  ،ماذا يعني هذا انه حقا لا شيء لا قيمة لا معنى مثل كل الأشياء الضرورية بدون سبب كحك لرأسك في لحظة عابرة او فرك عينيك، تتمنى لو تقتله او يقتلك لكن هذا لا يحدث أبدا، و تعود كما كنت سابقا بعد جلوسه القرفصاء مختبئا في احد ثنايا قلبك المظلمة مثل ظهور شمس بعد انجلاء السحب