نعود لسنة 2014 و بالضبط شبكة قنوات cbc المصرية بفيديو تحت عنوان " بشرة خير " وهو فيديو كليب للفنان حسين الجسمي كان في ظاهره عبارة عن فيديو تحفيزي للشعب المصري من أجل الإقتراب من صناديق الاقتراع أو بما يسمى بالإنتخابات بعدما يأس هذا الشعب و فقد الأمل من جهة و من جهة أخرى النظام و على رأسه الجنرال " عبدالفتاح السيسي " أو كما أسميه " جنرال الدم " خاصة بعد الإنقلاب على الرئيس الشرعي و أحداث رابعة
التطبيل الواضح
لقد فضح هذا الفيديو نظام المبارك الفاسد المستبد
أولا مظاهر البؤس و الحزن بادية على المواطنين رغم الإبتسامة فحزن أعوام من المستحيل أن تمسحه إبتسامة ثواني وهذا تلمحه في النظرات و من الملابس المهترأة و قصة الشعر و الكتب المرمية على الرصيف وغيرها من المشاهد
يمكن أن يقول لي أحدهم هذه الوضعية كانت حتى في عهد مرسي و مبارك وحتى في عهد السادات و عبدالناصر و لكن أقول له عبدالناصر حكم مصر 18 سنة و مبارك 30 سنة و حكم مرسي 01 سنة و عبدالفتاح السيسي من 2013 إلى يومنا هذا لهذا و اللوم كله يقع على الذين أكلوا ونهبوا مال الشعب لسنين عديدة
" إهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم " الآية ٦١ من سورة البقرة
تلك البلاد الغنية بمواردها البشرية و الطبيعية فنهر النيل هو من أسباب النهضة الإقتصادية للبلاد و الأهرامات التي تعتبر قلب السياحة
بلاد أغناها الله وأفقرها حكامها وهذا حال كل البلدان العربية للأسف فنهب و سرقة خيرات بلاد ما هو من تخصص حكامها
ثانيا الوضعية المهترأة للمجتمع وهذا واضح جلي من خلال تعابير وجوه كبار السن فبعد طول العمر لا يزال يعمل ويتعب ويشقى و نظرا لعدم توفر الشغل و تستخدم الحيوانات كالحمير و الجمال وغيرهم لنقل الخضروات والفواكه وحتى بعض البضائع
ثالثا الشباب يمكن تسميتهم بـ " المطبلين للنظام " فبعد إزاحة حكم الإخوان ظن المصريين أنهم بأنفسهم خيرا وهذا بحكم كره بعضهم أو أغلبيتهم لحكم مرسي و الجماعة وهنا نفتح قوس لتنوير الفكر " الدولة العميقة هي من ولدت ذلك الكره للرئيس الشرعي من طرف شعبه بطرق و أساليب جهنيمة " هم لم يكونوا يدركون ماذا سوف يأتيهم من الحديد و النار وهو ما نلحظه من دولة " الرونجاس " و " حكم العسكر "
رابعا الفقر الواضح في مناطق عتيقة مثل الجيزة و غيرها من المناطق أي عدم التنويع في توزيع المشاريع الإستثمارية فلو لاحظنا القاهرة و بورسعيد و أصوان و سيناء و الصعيد
كجزائري يمكن إنتقادي بـ " وما دخلك ؟! " وهذا من حق أي ناقد ولكن هناك شيء فقده هذا الناقد وهو حمية الوطنية و الوحدة العربية
نعود لكلمات الأغنية فقد إستوقفني مقطع مهم " بكره تكتب بشروطك " و بعد التعديل الدستوري الجديد فهمت ما يقصده الجاسمي في خطابه فهو لم يكن يخاطب الشعب ولكن كان يخاطب السيسي للأسف
وبقية الكلام فيه إيحاءات كلامية بأن الوضع سوف يصبح أفضل من ذي قبل ولكن هيهات
شاهدت الفيديو أكثر من مرة ولكن للوهلة الأولى تلمست معاناة هذا الشعب وكان الله في عونه
الجسمي فضح مبارك و كشف نية السيسي
و الحقيقة أنه من لم يأتي بإنتخابات فلن يذهب بإنتخابات أبدا
و الطريقة التي أتى بها السيسي لابد أن يرحل بها